تتوسع رقعة الحركة الطلابية الرافضة للحرب على غزة في أنحاء الولايات المتحدة شيئًا فشيئًا، في وقت أوقفت فيه شرطة مكافحة الشغب نحو مئة متظاهر لفترة وجيزة أمس السبت في جامعة ببوسطن، فيما أوقِف 69 بتهمة "التعدّي على ممتلكات الغير" في حرم جامعي في ولاية أريزونا.
وعمدت قوى الأمن في جامعة ولاية أريزونا "إيه إس يو" إلى "توقيف 69 شخصًا أمس السبت بعد إقامة مخيّم غير مصرّح به"، حسبما قالت المؤسّسة.
توقيفات وملاحقات
وبدأت قبل عشرة أيّام من جامعة كولومبيا في نيويورك، موجة جديدة معارضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت والذي أدى لاستشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني.
وامتدت هذه الموجة لتشمل عددًا من المؤسّسات التربويّة، من كاليفورنيا إلى نيو إنغلاند (شمال شرق) مرورًا بجنوب الولايات المتحدة.
وفي بوسطن، أعلنت جامعة نورث إيسترن على منصّة إكس "توقيف نحو مئة شخص بأيدي الشرطة"، مضيفة أنّ "الطلّاب الذين أبرزوا بطاقات جامعة نورث إيسترن الخاصّة بهم قد أطلِق سراحهم" في حين "أوقِف الذين رفضوا ذلك".
الاحتجاجات تمتد إلى كندا
إلى ذلك، أعلنت رئاسة جامعة كولومبيا، مركز التعبئة الطالبيّة في نيويورك، خلال الليل أنّها تراجعت عن قرار طلب مساعدة الشرطة لإخلاء "قرية" من الخيام أقامها 200 شخص في حديقة حرمها الجامعي.
وفي كندا المجاورة، أقيم للمرّة الأولى مخيّم في جامعة ماكغيل في مونتريال وسط قلق من حصول "تصعيد ومواجهة".
وكانت الحركة الطالبيّة الأميركيّة المؤيّدة للفلسطينيّين قد انطلقت من جامعة كولومبيا في نيويورك، قبل أن تنتشر على نطاق واسع في الجامعات الأميركيّة.
كذلك، نُظّمت احتجاجات في جامعات أخرى مرموقة عالميًّا مثل هارفرد ويال وبرينستون.
وأوقف 200 متظاهر الأربعاء والخميس في جامعات لوس أنجلس وبوسطن وأوستن في تكساس، حيث تجمّع نحو ألفي شخص مجدّدًا الخميس.
ومنذ أيّام، يتكرّر المشهد في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة حيث ينصب طلّاب خيامًا في جامعاتهم للتنديد بالدعم العسكري الذي تُقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل والوضع الإنساني في قطاع غزّة، ثمّ تعمد الشرطة في كثير من الأحيان إلى فضّ اعتصامهم.
إلغاء حفل التخرّج الرئيسي بجامعة جنوب كاليفورنيا
والخميس، أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلس، حيث قُبض على 93 شخصًا الأربعاء، إلغاء حفل التخرّج الرئيسي لهذا العام، بسبب "إجراءات أمنيّة جديدة".
وكان أقام الطلبة المحتجون المخيم فجر يوم 17 من الشهر الجاري مطالبين إياها بسحب استثماراتها من شركات تصنيع الأسلحة وغيرها من الشركات التي تدعم الحكومة والجيش الإسرائيليين.
وقاد الاحتجاجات، التي نظمت بالتحالف مع العشرات من المجموعات الطلابية الأخرى، فرعا مجموعتي (طلاب من أجل العدالة في فلسطين) و(الصوت اليهودي من أجل السلام) في جامعة كولومبيا.
وسبق أن أوقفت الجامعة حضور الطلبة المنتمين لكلا المجموعتين في نوفمبر /تشرين الثاني بسبب احتجاج سابق غير مصرح به مؤيد للفلسطينيين.
من جهته، يؤكّد البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن الذي يخوض معركة إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، "يؤيّد حرّية التعبير والنقاش وعدم التمييز" في الجامعات.