Skip to main content

أسرار وحدة الظل.. كيف تستطيع حماس إخفاء الأسرى عن إسرائيل؟

الأحد 26 نوفمبر 2023
وحدة الظل هي إحدى أشدّ وحدات كتائب "القسّام" سرية واحترافية - إكس

تنطبق على قطاع غزة القاعدة الأمنية القائلة بأنّه كلما انحصرت وتضاءلت الرقعة الجغرافية صارت مهِمة التخفّي والهروب أصعب، بينما سهُلت كثيرًا مهمة التعقّب والمطاردة، إلا أن وحدة الظل القسامية أنشئت لتجاوز هذه القاعدة.

ولا ترقى مساحة قطاع غزة الجغرافية لمساحة حي واحد في مدينة كبيرة، فهذا الشريط الساحلي محاصر من كل الاتجاهات بأسوار وأجهزة تدّعي إسرائيل أنّها الأكثر تقدمًا، بينما يتعرّض للمراقبة ليلًا ونهارًا.

هذه العوامل تجعل من مهمة التخفّي في قطاع غزة شبه مستحيلة، لكنّ المقاومة فعلَتْها وتفعلها بمهارة؛ حيث عجز الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن عن تحرير أي من أسراه لدى المقاومة، وخضع لشروطها في صفقة التبادل الجزئية.

ما هي وحدة الظل في كتائب القسام؟

وحدة الظل هي كلمة السر، وهي إحدى أشدّ وحدات كتائب "القسّام" سرية واحترافية؛ مهمتها الأساسية والوحيدة هي الحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب "القسّام"، والتغطية على أماكنهم وتضليل مخابرات الاحتلال.

عام 2006، تأسست الوحدة بأمر مباشر من قائد القسّام محمد الضيف بعد أسر الجندي جلعاد شاليط، وكُلّفت بمهمة الحفاظ عليه حيًا وتضليل أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية ومنعها من الوصول إليه أو اغتياله.

ونجحت الوحدة في أول مهمة لها بجدارة، إذ استطاعت الاحتفاظ بشاليط لـ5 سنوات ومبادلته في صفقة "وفاء الأحرار" بأكثر من ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.

وظلَّت هذه الوحدة بعيدةً عن الأنظار حتى عام 2016، بعد أن سمح الضيف بالتعريف بجزء من طبيعة عملها. ولا يُعرف أعداد أفرادها، لكنّ اختيارهم يخضع لمعايير صارمة؛ وتتمتع بالسرية التامة حتّى داخل القسّام نفسها.

طريقة عمل وحدة الظل

تعتمد الوحدة أساليب تمويه وتضليل ومراوغة عالية الدقة والتعقيد. واستطاعت الانتقال بشاليط من داخل قطاع غزة إلى داخل الحدود المصرية تحت المراقبة الإسرائيلية من دون قدرة هذه الأخيرة على تحديد موقعه خلال الرحلة.

وحظيت الوحدة بإشادة روّاد مواقع التواصل الاجتماعي. وقال عمر: "هذا إنجاز مستحيل التصديق، لولا أنّ معجزةً من السماء تقف إلى جانب المقاتلين، وحبًا من الأرض لأصحابها تعينهم وتؤويهم. القوة لهم والنصر لهم".

وغرّد خير الدين: "هذا تفوّق أمني عسكري مشترك وقد يصعب على الدول تحقيقه، فكيف بمقاتلين محاصرِين تحت أعين إسرائيل؟".

ومنذ تأسيس الوحدة حتى الآن، لم تتمكن المخابرات الإسرائيلية من التوصل إلى أي من الأسرى لديها، حتى مع العدد الكبير الذي أسرته المقاومة في عملية "طوفان الأقصى"، والذي تجاوز 230 أسيرًا ورهينة.

المصادر:
العربي
شارك القصة