اختار أميركي من أصل لبناني البقاء في مسقط رأسه مع بدء العدوان الإسرائيلي على بلاده، فاستشهد في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية مطلع الشهر الجاري.
وكان الحاج كامل أحمد جواد قد رفض العودة إلى مكان إقامته في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأميركية، وفضّل البقاء إلى جانب والدته المسنة ومساعدة النازحين.
قتلته إسرائيل
وانشغل كامل بمساعدة النازحين والمتضررين جراء الحرب الإسرائيلية. وكذلك عمل على مساعدة الأشخاص الذين لم يستطيعوا الفرار بسبب ظروفهم المالية، من خلال مؤسسته غير الربحية "إغاثة الشتات اللبناني" التي تهدف إلى إطعام النازحين ومساعدتهم، وذلك قبل أن تقتله إسرائيل على غرار مئات اللبنانيين.
وكتبت ابنته نادين كامل جواد قائلة: "في لحظاته الأخيرة كان والدي هادئًا. لقد أكد مسؤوليتنا الجماعية في مساعدة المظلومين. وحتى عندما شهد الدمار الناجم عن الصواريخ التي كانت تسقط من حوله، ظلت ثقته في أهمية رعاية المجتمع ـ بكل السبل الممكنة ـ في المقدمة".
واستقبلت عائلة كامل جواد خبر استشهاده في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 خلال وجودها في أميركا، بعد تلقيها آخر رسائله الصوتية وجاء في مضمونها: "السلام عليكم، كل شيء على ما يرام، لكن إذا حدث لي شيء، فإن واجبكم هو مساعدة الفقراء"، بحسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز.
إطلاق حملة خيرية تكريمًا لروح كامل أحمد جواد
إلى ذلك، أعلنت عائلة الشهيد اللبناني كامل أحمد جواد إطلاق حملة خيرية تكريمًا لروحه تهدف إلى جمع تبرعات بقيمة 100 ألف دولار. وقد نجحت في جمع أكثر من 56 ألف دولار خلال 4 أيام.
وكان متحدث باسم البيت الأبيض قد عبّر عن حزنه العميق لـ"وفاة كامل أحمد جواد باعتباره مواطنًا أميركيًا"، حسب وكالة رويترز.
كما علّقت عضو مجلس النواب الأميركي رشيدة طليب على استشهاده، وعبّرت عن أسفها لـ "فشل أميركا في حماية مواطنيها".
وقالت: "لقد قُتل أحد ناخبيّ بالفعل في غارة جوية إسرائيلية. إن وزارة الخارجية الأميركية تتخلى عن الأميركيين وتفشل في حماية مواطنيها".
ولاقت قصة المواطن الأميركي من أصل لبناني تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال كاشف جودري: "كان المواطن الأميركي الحاج كامل أحمد جواد في لبنان يزور والدته المريضة، وكان يقضي وقته في مساعدة المسنين والمعاقين والمصابين في مستشفى محلي. قتلته إسرائيل اليوم. إسرائيل قتلت أميركيًا آخر بقنابل أميركية الصنع".
بدوره، قال عبد الحليم عبد الرحمن: "لقد قُتل الحاج كامل أحمد جواد، وهو مواطن أميركي من أصل لبناني من ديربورن بولاية ميشيغان، في غارة جوية إسرائيلية في لبنان. والآن تستخدم إسرائيل الأسلحة الأميركية مرة أخرى لقتل مواطنين أميركيين. وأتساءل ما إذا كان رئيس الولايات المتحدة أو نائب الرئيس سيسعى إلى تحقيق العدالة لقتل مواطنيه. ولكنني أعتقد أن هذا لن يحدث".