Skip to main content

أسرع وتيرة في ارتفاع درجات الحرارة.. أوروبا تسجّل مستويات "قياسية"

الثلاثاء 20 يونيو 2023

ارتفعت درجة حرارة سطح كوكبنا بمقدار 1,2، لكن مستوياتها في قارة أوروبا سجلت معدلات قياسية.

فقد سجّلت درجة الحرارة في أوروبا ارتفاعًا بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي منذ الثمانينيات، بل منذ ما قبل ما قبل الثورة الصناعية بمقدار 2,3 درجة مئوية.

وبذلك، أصبحت أوروبا، أكثر منطقة في العالم تشهد تسارعًا في ارتفاع درجات الحرارة، وفق وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية، والسبب الأول لذلك، هو انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وأدت درجات الحرارة المرتفعة كذلك إلى تفاقم موجات جفاف شديدة واسعة النطاق، وأججت حرائق أتت على آلاف الهكتارات من الغابات، وخلفت آلاف القتلى.

أصبحت أوروبا أكثر منطقة في العالم تشهد تسارعًا في ارتفاع درجات الحرارة - وسائل التواصل

وفي العام الماضي أثرت تداعيات الجفاف على 156 ألف شخص، كما تسببت موجات الحر في وفاة أكثر من 16 ألف شخص.

فقد أشارت الوكالة الأوروبية للبيئة إلى أنه ومنذ بداية الثمانينيات تسبب ارتفاع الحرارة والفيضانات بوفاة 195 ألف شخص وخسائر تقدر بنحو ملياري دولار عام 2022.

وفي النتيجة، لم يعد الارتفاع الذي شهدته أوروبا العام الماضي حالة فريدة، حسبما أفاد تقرير لخدمة "كوربرنيكوس" الأوروبي، بل أصبحت أكثر تواترًا وشدة في جميع أنحاء المنطقة.

وتبقى الإيجابية الوحيدة ربما لارتفاع درجة الحرارة، وفق التقرير، هو ارتفاع إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة 22%، مقابل 20% لتلك التي أنتجها الغاز الأحفوري.

تداعيات ارتفاع درجات الحرارة

وفي هذا الإطار، يشير المتخصص في سياسات التنمية والبيئة حسان التليلي، إلى أن الحكومات الأوروبية لم تكن تقوم في السنوات الأخيرة بما يمكن القيام به لمواجهة موجات الحرارة غير العادية التي أصبحت عليها القارة الأوروبية، ولكن الصيف الماضي دق ناقوس الخطر باعتبار أن أنهارًا كثيرة جفت، بل إن حركة الملاحة على هذه الأنهار تعطلت كثيرًا، وجاءت في أوج الأزمة أزمة الطاقة على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة باريس، يضيف أن المواطنين الأوروبيين يرون اليوم أن فترات الجفاف تحتد أكثر من اللزوم، وتأتي مبكرة، مشيرًا إلى أن هناك قناعة لدى المسؤولين والمواطنين بأن الأزمة أعظم وأن المسألة معقدة في هذا الصيف، وفي السنوات المقبلة أيضًا.

ويلفت إلى أن هناك قطاعين اثنين لا بد من أخذهما في عين الاعتبار على المدى القصير والمتوسط والبعيد، أولهما هو المدن الكبرى، مشددًا على وجوب تخضير المدن، ووضع هندسة معمارية جديدة تأخذ في الحسبان فترات القيظ المتكررة.

أما القطاع الثاني، حسب التليلي فهو المياه العذبة، موضحًا أن شح المياه بدأ يطرح في فصل الصيف باعتبار أن تزايد الطلب على المياه من قبل قطاعات كثيرة لا يزال ما انفك يزداد.

ويشير المتخصص في سياسات التنمية والبيئة إلى أن أوروبا لاحظت أنها لا تزال متأخرة نوعًا ما بالقياس إلى دول أخرى فيما يخص استخدام المياه الصرف الصحي المعالجة.

المصادر:
العربي
شارك القصة