الأحد 17 نوفمبر / November 2024

أسلوب حياة.. فيينا تسعى لإدراج أكشاك النقانق على قائمة اليونيسكو

أسلوب حياة.. فيينا تسعى لإدراج أكشاك النقانق على قائمة اليونيسكو

شارك القصة

 تقليد الأكشاك المتنقلة بالنمسا يعود إلى عصر الإمبراطورية - غيتي
تقليد الأكشاك المتنقلة بالنمسا يعود إلى عصر الإمبراطورية - غيتي
انخفض عدد أكشاك النقانق على مدى السنوات العشر الفائتة، حيث جرى تحويل أكثر من مئة كشك لتقديم البيتزا أو الكباب.

ترغب العاصمة النمساوية فيينا في حماية أكشاك النقانق التي ترمز إلى أسلوب الحياة فيها، على غرار المقاهي ودور الأوبرا، حيث تسعى لإدراجها على قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.

وأعرب باتريك توندل، أحد مؤسسي الجمعية التي تقدمت بطلب إلى يونيسكو لإدراج أكشاك النقانق في قائمة التراث الثقافي غير المادي بدعم من رئيس بلدية فيينا مايكل لودفيغ، عن أمله في الحصول على الموافقة.

النقانق ليلًا نهارًا

ويقدّم توندل، صاحب "فورتستشلند" الذي افتُتح عام 1928 ويشكل أقدم كشك للنقانق في المدينة التي تضم 180 كشكًا آخر، النقانق ليلًا ونهارًا لمليوني شخص، داخل علب من الكرتون مع شريحة خبز وخردل وفجل.

ومع أنّ معدّل الزبائن لا زال مقبولًا، انخفض عدد الأكشاك على مدى السنوات العشر الفائتة. إذ جرى تحويل أكثر من مئة كشك لتقديم البيتزا أو الكباب أو شرائح الهمبرغر أو الأطباق الآسيوية، بحسب غرفة التجارة.

ويرى توندل (36 عامًا) في هذه الأكشاك منتجات خاصة بفن الطهي الجرماني، وأماكن "للتجمّع" و"التحدّث".

انخفض عدد الأكشاك على مدى السنوات العشر الفائتة في النمسا - غيتي
انخفض عدد الأكشاك على مدى السنوات العشر الفائتة في النمسا - غيتي

كما يعتبر أن الجميع متساوون في كشك النقانق، بغض النظر عمّا إذا كان الزبون أحد كبار المصرفيين الذين يكسبون مئات الآلاف من اليورو أم شخصًا عليه جمع آخر يورو من راتبه لشراء النقانق.

ولفت توندل إلى أنه عند كشك النقانق لا يزال بإمكان الشخص أن يأكل ويشرب بأقل من عشرة يورو، وهذا أمر لا يستهان به عندما تكون المبالغ المخصصة للطعام تتآكل، في سياق التضخم المرتفع.

ولم تسمح مدينة فيينا بالمواقع الثابتة إلا منذ العام 1969، لكنّ تقليد الأكشاك المتنقلة يعود إلى عصر الإمبراطورية. فقد كانت آنذاك تتنقل حسب الطلب، وتستقر مثلًا أمام مداخل المصانع أو المدارس.

ومنذ ذلك الحين تمكّن عدد كبير من الأكشاك من التطوّر والتكيف مع الزبائن. 

صورة "نمطية"

وتقول فيرا توندل (67 عامًا)، والدة باتريك: "عندما بدأ جدّي في هذه المهنة، ما كان يبيع سوى النقانق بالمتر".

ثم ظهرت "النقانق بالجبن" ("Bratwurst" أو "Käsekrainer") التقليدية في قائمة الأطباق، التي تتضمن الآن نسخة نباتية من الطبق.

وتُعدَّل قائمة الطعام لتتماشى مع ذوق العصر أو تصبح أكثر حداثة، بحسب باتريك توندل الذي يرى أنّ هذا التجديد أعطى "قوة دافعة جديدة" لتقليد يجتذب السياح أيضًا.

ويقول سام بودين، وهو أسترالي يبلغ 28 عامًا كان يتناول فوق طاولة عالية ما يعتبره "أحد أفضل النقانق" التي تذوّقها في حياته: "هذا ما نريد تناوله عندما نأتي إلى النمسا".

ويشير سيباستيان هاكنشميت، مؤلف كتاب مصوّر عن هذا الموضوع، إلى أنّ هذا المشهد يمثل صورة "نمطية" ثمة رغبة في تعزيزها من خلال تقديم طلب لدى اليونيسكو. 

ويلفت إلى أن فكرة أن الأكشاك تحظى بقبول الجميع هو "نوع من الأسطورة" في عاصمة ولد 40% من سكانها في الخارج.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب

الدلالات

Close