يشهد السودان الأسبوع الأسوأ منذ انزلاق البلاد إلى أتون الاقتتال بين العسكر، ففي الخرطوم وأم درمان المكتظة بالضحايا تدور اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث أصوات المدفعية وأزيز الطائرات الحربية لها الكلمة العليا.
ومع انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت الضرورية لساعات طويلة، كانت رحى الاشتباكات تدور في أحياء العاصمة بمدنها الثلاث، بالتزامن مع استهداف مباشر بقذائف المدفعية للجيش في أم درمان للتحصينات، وتجمعات قوات الدعم المتهمة حديثًا بارتكاب فظائع إنسانية.
ومع غياب رواية موحدة عما يحصل، أكد شهود عيان تحليق الطيران الحربي بشكل مكثف فوق تمركزات قوات الدعم، فيما سمعت أصوات انفجارات، وشوهدت ألسنة اللهب تنبعث من المقرات المسلحة.
"الدعم السريع" تستولي على 130 مركبة عسكرية
وفي مدينة بحري، تناقلت روايات متواترة عن توغلات لقوات الجيش بأرتال ثقيلة صوب الجنوب والوسط، الأمر الذي أشعل اشتباكات بالرشاشات والمدفعية.
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع تصديها للقوات المهاجمة وسحقها بالكامل والاستيلاء على 130 مركبة بكامل عتادها.
إذًا المواجهة العسكرية مستمرة دون تعب، وأيضًا الفظائع ضد المدنيين مستمرة دون هوادة، ففي ردها الأول أعلنت الولايات المتحدة إدانتها لما وصفته بالانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان والعنف المروع.
مكتب حقوق الإنسان الأممي يعلن العثور على مقبرة جماعية غرب دارفور #العربي_اليوم #السودان تقرير: أدهم مناصرة pic.twitter.com/GR4UyCAdTC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 14, 2023
من جانبه، تحدث المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أصدر تقريرًا مفصلًا حول مزاعم تتعلق بمقتل 87 من عرقية المساليت على يد قوات الدعم السريع وأعضاء الميليشيات المتحالفة معهم في غرب دارفور.
إلى ذلك، تتزايد معاناة الجهات المانحة في إيصال المساعدات العاجلة، حيث إن الحدود مثخنة بالفارين ومئات من الجوعى المعرضين لخطر الموت والأمراض في مرمى العاصفة، وسط مناشدات لا تتوقف من حناجر تستجدي أطراف النزاع إيقاف البندقية للوصول إلى ضحايا الاقتتال.
ومنذ 12 أسبوعًا، يشهد السودان قتالًا في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ما خلّف آلاف القتلى، معظمهم مدنيون، وأكثر من 3 ملايين نازح ولاجئ في الداخل ودول الجوار، وفقًا لوزارة الصحة والمنظمة الدولية للهجرة.