دعا حزب الأمة القومي في السودان، اليوم الخميس، إلى اجتماع عاجل لقادة الجيش والدعم السريع والقوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة، محذرًا من أن "الوضع الأمني قريب من الانزلاق" في ظل خلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن "الإصلاح الأمني العسكري".
واتهم الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، قوات الدعم السريع بالتحشيد والانتشار والتحرك داخل العاصمة الخرطوم وعدد من المدن "دون موافقة قيادة الجيش". بينما نفت قوات الدعم السريع تنفيذها أي أعمال حربية في مدينة مروي (شمال).
متى أنشئت قوات الدعم السريع؟
عام 2013 وفي عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، أُنشئت قوات الدعم السريع في السودان، وأشرف على تأسيسها عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الحالي، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي حاليًا.
أُعلن عن هذه القوات بشكل علني خلال عرض عسكري في الخرطوم عام 2015، لمواجهة الحركات المسلّحة في إقليم دارفور، ثمّ لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقًا.
انتقلت لاحقًا إلى الخرطوم، حيث بدأ يلمع نجم قائدها حميدتي. ونظرًا لقرب حميدتي من البشير، تحدثت معلومات عن أن قوات الدعم السريع هي التي تقدم الحماية الشخصية للرئيس المخلوع.
تتبع قوات الدعم السريع لجهاز الأمن والمخابرات، ولا يوجد تقدير رسمي لعددها، لكنه يتجاوز عشرات الآلاف.
ما هو موقفها في الثورة وبعدها؟
عند قيام الثورة السودانية عام 2018، طلب البشير من قائد قوات الدعم السريع التدخّل لقمع المتظاهرين، لكنّ حميدتي رفض الأمر، وهو ما أدى إلى الخلاف بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني. ناهيك عن أن حميدتي كان ضمن اللجنة الأمنية التي قرّرت إزاحة البشير بناء على ضغط الشارع السوداني.
التوتر سيد الموقف في #السودان.. تحرك لقوات الدعم السريع في الشمال يثير حفيظة الجيش تقرير: ساهر عريبي pic.twitter.com/X0WaYrr0NQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 13, 2023
وحظيت قوات الدعم السريع بالامتنان لانحيازها لصالح الشعب السوداني.
وبعد الانقلاب العسكري في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، تعمّق الخلاف بين قوات الدعم السريع والشارع السوداني، وبين الجيش والشارع السياسي ولجان المقاومة.
أما الآن، فإن التقارب يبدو جليًا بين قوات الدعم السريع و"قوى الحرية والتغيير"، حيث أكدت هذه القوات أنها ماضية بكل ثقة وقوة في إكمال العملية السياسية الحالية.