الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أطباق ودبكة وفالة وحنة.. عادات تميز الدول العربية في استقبال عيد الفطر

أطباق ودبكة وفالة وحنة.. عادات تميز الدول العربية في استقبال عيد الفطر

شارك القصة

نافذة عبر "العربي" حول إعداد حلوى العيد في تونس (الصورة: غيتي)
تمنح الطقوس الاحتفائية بعيد الفطر المجتمعات العربية طابعًا مميزًا، وهي إن تشابهت في بعض التقاليد تتمايز في أخرى، فما أبرزها؟

يعود عيد الفطر السعيد على الدول العربية، فتنتشر الطقوس الاحتفالية التي تظهر تباينًا هنا وتشابهًا هناك، بينما تتطابق في وقعها على النفوس المبتهجة بظهور هلال شوال.

الطقوس تتوارثها الأجيال وتصنع مجتمعة فرحة العيد، ويمارسها الكبار والصغار، تبعًا للعادات والتقاليد

وإن كان من الشائع الاستعداد للفطر في أواخر شهر رمضان المبارك بشراء الملابس الجديدة، ثم تبادل التهاني صبيحة العيد وتوزيع العيدية وزيارة الأهل، تمنح الطقوس الخاصة للمجتمعات ما يميّزها ويعطي المناسبة طابعًا محليًا أخّاذًا.

صلاة في الأقصى وحلويات

في فلسطين، وعلى الرغم من التضييق الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، يؤدي الفلسطينيون صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك.

ويسبق ذلك إعداد النسوة للحلويات الشعبية، ومن بينها البرازق والنقوع وهي بذور لها رائحتها الزكية.

الأطفال بدورهم، يودعون شهر رمضان المبارك في آخر أيامه بعدد من الأغنيات التراثية، ثم يستقبلون العيد في الصباح بأغنيات أخرى للمناسبة.

بعض طقوس العيد في اليمن

وفي اليمن، تبدأ الاستعدادات لقدوم العيد في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان. ومن أغرب العادات والتقاليد التي تميز اليمنيين، جمع الحطب ووضعه في أكوام عالية ليتم حرقها جميعها ليلة العيد.

إلى ذلك، يقوم أهالي القرى بنحر الخراف وتوزيع لحومها على الجيران والأصدقاء. كما يقيمون المجالس طيلة أيام العيد لتبادل الحكايا وإقامة الرقصات الشعبية والدبكات.

"الفالة" والعيد في قطر

في قطر، يعود القطريون بعد أداء صلاة العيد إلى مساكنهم لاستقبال الأقارب والمهنئين بعيد الفطر السعيد، فيما يعرف باسم "الفالة"؛ وهي عادة اجتماعية تعتبر عنوانًا للكرم والضيافة.

وتتكون الفالة من القهوة الخليجية والحلوى والتمر والأكلات التراثية مثل البلاليط واللقيمات.

زيارات جماعية للمرضى في السودان

يستعد السودانيون بدءًا من منتصف شهر رمضان المبارك لقدوم العيد، وينخرط كل أفراد العائلة بمهام التحضير للمناسبة العظيمة، ومن بينها تحضير الحلويات بكميات وافرة.

وتُعتبر من ركائز العادات الأخلاقية للسودانيين في العيد، توافد رجال الحي في الكثير من القرى إلى منزل أحد الكبار كل يحمل فطوره، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن.

العيد في الجزائر

أما في الجزائر فلا تخلو موائد الجزائريين من الحلوى التقليدية المتوارثة عبر الأجيال، ومن بينها: البقلاوة والتشاراك والقطايف، وهي حلويات دخلت الجزائر قادمة من تركيا.

إحدى هذه الحلويات كانت النسوة في تركيا يحضرنها ببل الدقيق بماء الزهر، لتجهّز العجينة، وتُحشى بسبعة توابل تسمى الحارور. ويُروى أنها وصلت إلى الجزائر قبل قرون مع العثمانيين، فهي وُجدت خصيصًا للبحارة، وبالإمكان تخزينها لسنة دون أن تفسد.

حلويات أخرى يعدها الجزائريون أندلسية الأصل، وحملها الأندلسيون عند تهجيرهم إلى شمال إفريقيا، فاستوطنت الجزائر وشكلت جزءًا من الذاكرة التاريخية.

عيدية وملابس تقليدية في ليبيا

فيما يخص الأطباق الليبية في العيد، تأتي في طليعتها الفطيرة والدبلة والمقروط، وهي أطباق تقليدية محلية.

وبالمناسبة، يرتدي الليبيون الملابس التقليدية العربية، ويتدفقون على المساجد مكبّرين ومهلّلين. ويتبادلون عند انتهاء الصلاة التهاني مع الأقارب، ويوزعون على الأطفال العيدية.

العيد في المغرب 

أما في المغرب فيأتي العيد على أهل المغرب بطاقة إيجابية طبقًا لتمسكهم ببعض الطقوس والتقاليد التي تنفرد بها بلادهم؛ ومن بينها ارتداء الجلباب الأبيض.

وفيما تنقش النساء في المغرب الحنة على أياديهن وأرجلهن بالمناسبة، يتم تحضير مأكولات تختلف بين منطقة مغربية وأخرى؛ أشهرها التقلية.

المعمول في العراق

أما في العراق، فإن النهار الذي يبدأ بالصلاة يعقبه تأهب لتناول الإفطار والاجتماع مع الأهل على مائدة الغداء.

وعلى هذه المائدة، تجتمع أصناف المأكولات الشعبية، كما يُزينها المعمول بالجوز والتمر الذي يُطيب بالهال ويقدم مع الشاي، بالإضافة إلى كل من حلوى المن والسلوى وراحة الحلقوم.

العيد في تونس

وفي تونس حيث يلتم شمل العائلات في عيد الفطر السعيد، درج أن تُحضّر حلويات مميزة من بينها: كعك الورقة، والبقلاوة، وكعابر اللوز.

أما الشرمولة، وهو طبق شعبي اشتهرت به مدينة صفاقس، فيرتبط بأسطورة تتعلق بأصوله اليونانية، التي سبقت وصوله إلى تركيا ثم شمال إفريقيا، وتحديدًا المدينة التونسية.

وتقول الأسطورة: إن مكتشف الطبق بحار يوناني تحطم مركبه إثر عاصفة بحرية، وغرق من معه من الرجال، فيما نجا هو وظل تائهًا تتقاذفه الأمواج لمدة شهرين كاملين.

وبعدما أوشك على الموت من شدة العطش والجوع، أخذ يبحث في مركبه عمّا يسد رمقه، فعثر على كيس من العنب والبصل، فوضعه تحت أشعة الشمس. 

جف العنب وأصبح زبيبًا، ثم قام الرجل بطبخه في قدر من الماء وأكله، وعلى الأثر حمل هذا الطبق اسم: "شارل مولا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي