يجمع شهر رمضان المسلمين من حول العالم على أداء الفرائض والعبادات. ومع ذلك يبقى للمجتمعات ما تختلف بشأنه أو تتشابه، وتحديدًا فيما يخصّ العادات والتقاليد المتبعة منذ القدم، والتي تتوارثها الأجيال.
فيما يأتي بعض من هذا الموروث الذي يمنح دولًا عربية وإسلامية طابعها الخاص وهويتها الثقافية المميزة.
فلسطين
تزدان أزقة البلدة القديمة في القدس بالزينة التي تضاء في أمسيات الشهر الفضيل. ومرورًا بباعة لعب الأطفال وأولئك الذين يعرضون ما لذ وطاب من الحلويات، تتوجّه العائلات المقدسية لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى.
قطر
يعلن مدفع رمضان بدويّه انتهاء الصيام وبداية ولائم الطعام، وهو يشكّل في قطر تقليدًا رمضانيًا هامًا لا سيما في الدوحة ومحيطها.
وقد شغل المدفع الرمضاني مكانًا ومكانة في الدوحة، وتحديدًا في ثلاث ساحات؛ في سوق واقف، والحي الثقافي كتارا، وبالقرب من مسجد محمد بن عبدالوهاب.
ويحرص قطريون وزوار العاصمة القطرية على مشاهدة فعالية إطلاق المدفع إيذانًا بموعد الإفطار غروب أيام رمضان.
اليمن
يتمسك أبناء محافظة حضرموت في اليمن بإعادة إحياء تقاليد وطقوس رمضانية متنوعة منذ القدم، تتصدرها مراسم "الختائم"، التي دأب الأهالي على ممارستها خلال الشهر الفضيل.
ففيما يتوافد الناس أمام ساحات المساجد التي تحتفل بختم القرآن، لتنطلق بعد ذلك فعاليات واحتفاليات فولكلورية شعبية تلتف حولها شرائح من فئات المجتمع المتعددة، تمتلئ في ليلة الختم البيوت بالضيوف حيث تقام ولائم الإفطار والعشاء.
وفيما يخص الاكتحال، الذي يُعد أحد العادات الشعبية في اليمن، فإن المواطنين يقبلون عليه خلال شهر الصوم.
ويقول الحاج إسماعيل البواب، وهو مختص في الكحل، إن هذا الأخير سُنّة في رمضان بالذات، حيث يكتحل الناس بدءًا من الظهر وحتى ما بعد العصر.
السودان
اعتاد السودانيون أن يوزعوا وقتهم خلال شهر رمضان بين طقوسهم الإيمانية وأعمالهم اليومية فضلًا عن عاداتهم الرمضانية.
ومن تلك العادات الإفطارات الجماعية خارج البيوت، حيث يحضر الجيران أطباقهم للإفطار معًا. كما يشربون القهوة والشاي، ويؤدون الصلاة جماعة.
تركيا
تضفي الاحتفالات بشهر رمضان على طقوسه في تركيا شيئًا يشبه المهرجانات الشعبية.
ومن العادات التي درجت عليها البلاد إعداد الطعام في المنازل والمجيء به إلى حديقة وميدان السلطان أحمد، بالقرب من مسجد آيا صوفيا، لتشاركه مع الحاضرين.
وتقول المواطنة التركية يلدز "الجو جميل، هنا تتجلى الكثير من معاني الصيام في شهر رمضان" .
لبنان
على غرار غالبية الدول العربية والإسلامية، يعرف اللبنانيون شخصية "المسحر"، أو "المسحراتي"، ذاك الذي يجوب الشوارع ليلًا ويدعو النائمين إلى الاستيقاظ لتناول وجبة السحور.
ويستذكر شفيق البعدراني كيف كانت العاصمة بيروت أشبه بقرية في عقود خلت؛ يعرف الناس بعضهم البعض ويعرفهم المسحر بالاسم فينادي عليهم.
ويقول إن من عادات عائلته واللبنانيين بعامة؛ تبادل أطباق الطعام، حيث يرسل الجيران بعضًا مما حضروه للإفطار ويأتيهم المثل من آخرين.
موريتانيا
في الظروف العادية يتناول الموريتانيون ما لا يقل عن 9 أكواب من الشاي الأخضر في اليوم؛ وهو نظام يختل في شهر رمضان.
لكن فيما تطول جلسات الليل، التي تتخللها الحكايات الشعرية، يحظى الشاي بمكانه الدائم فيها. ويؤكد الشاعر محمد الأمجد أن هذا المشروب يكتسي أهمية خاصة لدى الموريتانيين، تصبح أكبر في شهر الصوم، لا سيما في جلسات السمر التي تشهد إنشادًا للأشعار.
إيران
للإيرانيين عاداتهم الخاصة في شهر رمضان، ومنها ما يرتبط بالمائدة، وأسلوب تناول وجبة الإفطار على مرحلتين.
وتُعد الـ "آش" ـ أو الرشتاية في بلاد الشام ـ و"الحليم" ـ أو الهريس كما يُسمى عند بعض العرب ـ أشهر الأطعمة الرمضانية الإيرانية، وكأن الصيام لا يصح دونهما، فيتزاحم الجميع قبل الإفطار ببضع ساعات أمام المحال لابتياعهما.
ومن العادات الإيرانية أيضًا أن يكون الخبز على مائدة الإفطار طازجًا ومعدًا بالطريقة التقليدية.