أجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأربعاء تعديلات وزارية، أعفى بموجبها وزير خارجيته دومينيك راب من منصبه وكلفه بشغل حقيبة وزارة العدل، وعيّن ليز تروس وزيرة للخارجية.
وعُيّنت وزيرة التجارة الخارجية ليز تروس البالغة من العمر 46 عامًا في هذا المنصب الاستراتيجي، في وقت تسعى المملكة المتحدة إلى تعزيز موقعها على الساحة الدولية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
The Rt Hon Elizabeth Truss MP @trussliz has been appointed Secretary of State for Foreign, Commonwealth and Development Affairs @FCDOGovUK She remains as Minister for Women and Equalities @GEOgovuk #Reshuffle pic.twitter.com/hGKPeI3Gny
— UK Prime Minister (@10DowningStreet) September 15, 2021
كما غادر وزير التعليم غافين وليامسون الحكومة كما كان متوقعًا بسبب تعامله مع إغلاق المدارس أثناء فترات الحجر والفشل الذريع في ترتيبات الامتحانات، إضافة لوزيري العدل روبرت باكلاند والإسكان روبرت جينرك.
في المقابل أُبقي وزير المال البريطاني الشاب والشعبوي ريشي سوناك في منصبه وكذلك وزيرة الداخلية بريتي باتيل، رغم تعرّضها لانتقادات بسبب عجزها عن تخفيض عدد المهاجرين غير القانونيين الوافدين من فرنسا عبر بحر المانش.
يأتي هذا الإعلان في وقت حساس بالنسبة إلى رئيس الحكومة المحافظ البالغ 57 عامًا والذي وصل إلى داونينغ ستريت في صيف عام 2019 وحقق انتصارًا ساحقًا في الانتخابات التشريعية التي أُجريت في ديسمبر/ كانون الأول 2019 مع وعده بتنفيذ بريكست.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مؤخرًا معهد "يوغوف" تراجع شعبية المحافظين بشكل حاد (33%) الذين تقدم عليهم حزب العمال (35%) للمرة الأولى منذ مطلع العام.
وتدفع الحكومة بذلك ثمن إعلانها زيادة رسوم الاشتراك في الضمان الاجتماعي المخصصة لدعم نظام الصحة العام الذي تعرّض لنكسة قوية بسبب وباء كورونا.
ورفعت الحكومة الضرائب إلى أعلى مستوياتها منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية على الرغم من وعد المحافظين خلال حملتهم لانتخابية بعدم زيادة الضرائب.
وضع صحي حساس
على المستوى الصحي تواجه الحكومة وضعًا حسّاسًا بعدما رفعت في يوليو/ تموز الماضي معظم القيود التي كانت مفروضة لاحتواء فيروس كورونا، على الرغم من تفشي المتحوّرة دلتا ما أبقى عدد الإصابات في مستوى مرتفع بحوالي 30 ألف إصابة في اليوم.
وتسجل الحالات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى ارتفاعًا على الرغم من أن الوتيرة لا تزال بطيئة بفضل التلقيح.
وتثير العودة إلى المدارس وحلول فصل الخريف مع مجموعة الفيروسات الموسمية التي تأتي معه على غرار الزكام، الخشية من الأسوأ في المستشفيات مع خطر مفاقمة الوضع بشكل كبير في بريطانيا التي تسجّل أسوأ حصيلة وفيات في أوروبا، أي أكثر من 134 ألف وفاة.
وترتكز خطط الحكومة التي أُعلن عنها أمس الثلاثاء تمهيدًا لفصل الشتاء بشكل أساسي على حملة تلقيح بجرعة معزّزة ضد كورونا، مع اللجوء فقط في حال تدهور الوضع كثيرًا إلى قيود على غرار وضع الكمامات في الأماكن المغلقة والعمل من بُعد والتصريح الصحي.