"أعمال شغب مخططة".. خامنئي يتهم واشنطن وتل أبيب بإشعال احتجاجات إيران
اتهم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اليوم الإثنين الولايات المتحدة و"النظام الصهيوني" بالوقوف وراء الاضطرابات في إيران، التي خلفت أكثر من 90 قتيلًا، بحسب منظمات حقوقية إيرانية، منذ انطلاق الاحتجاجات على مقتل الشابة مهسا أميني.
وقال خامنئي: "أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من قبل الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب والمزيّف، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهما"، وذلك في تصريحات على هامش حضوره مراسم تخرج طلاب الأكاديميات العسكرية في طهران، وفق موقعه الرسمي.
وفاة أميني.. "حادثة مريرة"
وفي أول تعليق له على الاضطرابات التي تجتاح البلاد منذ 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، اعتبر خامنئي أنّ الاحتجاجات على وفاة أميني كانت مزمعة ولم ينظمها "إيرانيون عاديون".
وقال: إنّ وفاة الشابة أميني البالغة من العمر 22 عامًا بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، "حطم قلبي بشدة"، واصفًا الأمر بأنه "حادثة مريرة"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام رسمية.
وتابع قائلاً: إنّ "بعض الناس تسببوا في انعدام الأمن في الشوارع"، مضيفًا أنه كانت هناك "أعمال شغب" مخطط لها مؤكدًا دعمه القوي لقوات الأمن الذين واجهوا "إجحافًا" خلال الاحتجاجات.
تعليق الدراسة في أهم جامعات طهران
وفي الشأن الميداني، عُلقت الدروس الحضورية، اليوم الإثنين، في واحدة من أهم جامعات طهران، بعد حوادث عنيفة وقعت مساء أمس الأحد، بين الطلاب والقوى الأمنية في إيران.
ودخلت الاحتجاجات في البلاد أسبوعها الثالث بعد اندلاعها إثر وفاة الشابة مهسا أميني، أثناء توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.
وكالة مهر للأنباء ذكرت أن "جامعة الشريف للتكنولوجيا أعلنت بأن كل الدروس ستتم افتراضيًا اعتبارًا من الإثنين، نظرًا إلى أحداث سجلت مؤخرًا وضرورة حماية الطلاب".
وقالت الوكالة: إن مئتي طالب تجمعوا بعد ظهر الأحد في جامعة الشريف للتكنولوجيا في طهران، ورددوا شعارات مناهضة للنظام الديني القائم في إيران فضلًا عن شعار "امرأة حياة حرية" و"الطلاب يفضلون الموت على الذل".
"انتفاضة في الجامعة"
وذكرت وكالة مهر أنهم كانوا يحتجون على وفاة أميني وتوقيف طلاب خلال تظاهرات نظمت منذ 16 سبتمبر/ أيلول إثر وفاة الشابة بعد ثلاثة أيام على توقيفها لمخالفتها قواعد اللباس.
وحمل عناصر الشرطة بنادق خردق لمكافحة الشغب فضلًا عن إطلاق الغاز المسيل للدموع. وانتشر عناصر من قوات الأمن بلباس مدني وعناصر من الشرطة مساء الأحد أمام المدخل الشمالي للجامعة على ما أوضحت الوكالة.
وفي محاولة لتهدئة الوضع أتى وزير العلوم إلى حرم الجامعة للحديث إلى الطلاب وتكلم إلى القوى الأمنية المنتشرة حول الجامعة، بحسب المصدر نفسه.
مع ما تشهده من حراك طلابي كبير، تمنح الجامعات هذه الاحتجاجات ديمومتها، فينتقل بعض الطلاب بين توقيف أحيانًا وإخلاء سبيل أحيانًا أخرى.
وفي طهران، وضمن الاحتجاج المدني، تتجوّل فتيات من دون حجاب في الشوارع، وتطلَق الهتافات من أسطح المنازل.
وانتقد رئيس مجلس النواب محمد باقر قاليباف في جلسة برلمانية ما وصفه بالفشل لدى الأجهزة الثقافية والتربوية في التعامل مع القضايا المتعلقة بالحجاب.
وردّد عدد من النواب هتافات تشكر الشرطة، رغم تزايد وتيرة الحراك الطلابي والانتقادات من منظمات حقوقية إيرانية ودولية، بعد مقتل العشرات خلال الاحتجاجات التي أعقبت مقتل أميني.