كشف تسريب لعدد ضخم من الوثائق كيف تحدّد خوارزميات شركة "غوغل" ما يراه المستخدمون عند البحث.
فقد نُشرت 2500 وثيقة للشركة على الإنترنت في تسريب وُصف "بأم التسريبات"، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتشير الوثائق الداخلية إلى أن النظام، الذي يحدد كيفية ترتيب الصفحات في نتائج البحث ركز على عدد النقرات التي يتلقاها الموقع بدلاً من مدى سمعة المصدر.
وتنقل الصحيفة عن خبير تحسين محركات البحث راند فيشكين أن ذلك قد يؤدي إلى دفع المواقع الإخبارية المزيفة أو القصص المضللة إلى أعلى قائمة نتائج البحث على "غوغل" مما يتسبب في وقوع المستخدمين في فخ تلقي المزيد من المعلومات من المصادر غير الموثوقة.
وكانت "غوغل" قد نفت سابقًا استخدام نسب النقر إلى الظهور (CTRs) لتعزيز نتائج الخوارزمية. وقال أحد المحللين في فريق بحث "غوغل" في منشور على موقع "ريدت" إن هذا الأمر "محض هراء بشكل عام".
وبحسب الصحيفة، فقد أصدر فيشكين، الذي عمل في مجال تحسين محركات البحث (SEO) لأكثر من عقد من الزمن، مراجعته الأولية للمستندات التي أُرسلت إليه من مصدر مجهول.
"كذب"
وفي تفصيله للمستندات، كتب مايك كينغ، خبير تحسين محركات البحث: "كذب" كلمة قاسية، لكنها الكلمة الدقيقة الوحيدة التي يمكن استخدامها هنا".
وقال: "على الرغم من أنني لا ألوم بالضرورة ممثلي غوغل العامين على حماية معلومات الملكية الخاصة بهم، إلا أنني أعترض على جهودهم لتشويه سمعة الأشخاص في عوالم التسويق والتكنولوجيا والصحافة الذين قدموا اكتشافات قابلة للتكرار".
وتأخذ خوارزميات غوغل في الاعتبار عدة عوامل عند عرض نتائج البحث، بما في ذلك الكلمات المستخدمة، ومدى ملاءمة الصفحات، وخبرة المصدر، وموقع المستخدم، وفقًا لموقعها على الويب.
ومع ذلك، أفاد فيشكين أن الخوارزمية تولد النتائج من خلال التركيز على عدد النقرات التي يتلقاها الموقع لقياس نجاحه، وبيانات كروم وسلطة المجال والخط الثانوي للمؤلف.
مستندات شرعية
وبدا أن الشركة أكدت في بيان أن المستندات شرعية، لكنها زعمت أنها لم تعد ذات صلة. وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم "غوغل" قوله: "نحذر من تقديم افتراضات غير دقيقة حول البحث بناءً على معلومات خارج السياق أو قديمة أو غير كاملة".
وأضاف: "لقد شاركنا معلومات شاملة حول كيفية عمل البحث وأنواع العوامل التي تزنها أنظمتنا، بينما نعمل أيضًا على حماية سلامة نتائجنا من التلاعب".
وكانت "غوغل" قد نفت استخدام هذه الأساليب في الماضي، حيث قالت لصحيفة "وول ستريت جورنال" في عام 2019: "تهدف أنظمتنا إلى تقديم نتائج ذات صلة من مصادر موثوقة"، مضيفًا أن نتائج البحث العضوية وحدها "لا تمثل المعلومات التي يمكن الوصول إليها عبر البحث".
وأكدت الشركة أيضًا أنها تقدم نتائج "من المصادر المتاحة الأكثر موثوقية"، لكن المستندات المسربة تزعم أن غوغل تعتمد على نقرات المستخدم في تصنيفات البحث الخاصة بها أكثر مما كان يعتقد سابقًا.
وترى "غوغل" أن محتويات الوثيقة هي مجرد تكهنات في الوقت الحالي وما تعنيه المعلومات، مضيفة أنها لا تستطيع تقديم تفاصيل حول خوارزمياتها لأنها تتغير باستمرار.
وتشير التقارير إلى أن آلاف المستندات توضح أن جهود تحسين البحث التي تستخدم الروابط المضمنة لتعزيز تصنيف موقع الويب في بحث "غوغل" ليست سوى جزء صغير من اللغز.
وتؤكد "غوغل" أنها لا تخبر الأفراد بشكل مباشر بكيفية الوصول إلى أعلى نتائج البحث ويبدو أنها تغير الخوارزمية بشكل متكرر. ومع ذلك، تقول الشركة أنها تركز على المحتوى الرائج الذي يهتم به القراء والمستخدمون.