تقول حركة طالبان إنها تطبّق الشريعة الإسلامية في أفغانستان، وباسمها أُوصد عديد الأبواب في وجه المرأة وخفت صوت الموسيقى، لكن الأفيون شيء آخر.
فالمتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أشار إلى أن الحركة ستمنع إنتاج المخدرات، لكن السوق مفتوح في قندهار. وتصريحات مجاهد رفعت فقط الأسعار.
نقص في الأفق
في سوق قندهار للأفيون، معقل طالبان التاريخي لتهريب المخدرات، يتسابق الزبائن لشراء هذه المادة المحرمة في الإسلام، تحسبًا لنقص يلوح في الأفق.
يجتمع باعة المخدر مبرّرين ممارسة هذه المهنة المحرّمة. ويقول محمد معصوم، وهو زارع أفيون: "أصبحت حياة المزارعين صعبة للغاية، مستوى المياه منخفض، ونحن نواجه الجفاف الشديد هذا العام".
ويضيف: "ليس لدينا بذور أو أي تسهيلات من حيث الزراعة، ولا توجد بذور ناجحة يمكننا أن نزرعها وتكون ذات فائدة. هناك القليل منها لكنها فاسدة ويتم بيعها بكميات ضخمة. ولم يربح بلدنا من أي زراعة".
"لا خيار آخر"
يغمد رجل سكينه في كيس بلاستيكي كبير، فيستخرج منه حفنة يقلّبها بشكل كروي على طبق يضعه على شعلة الموقد. يغلي الخشخاش ويسيل، لكنه يبقى متجانسًا إلى أن يُستخلص الأفيون النقي.
ترتسم على وجه صديقه محمد معصوم ابتسامة الربح، ويعلق بالقول: "ليس لدينا المال، نحن نواجه أزمة مياه عميقة ومشاكل حادة في بلدنا على مستوى السنوات العشرين الماضية".
ويردف: "نحن نكره الأفيون ولا نريد أن نزرعه لأننا لا نريد مواجهة مشاكل في المستقبل، ولكن ليس لدينا خيار آخر".