الإثنين 28 أكتوبر / October 2024

أقدم من الديناصورات والبعض يأكلها.. ماذا تعرف عن قناديل البحر؟

أقدم من الديناصورات والبعض يأكلها.. ماذا تعرف عن قناديل البحر؟

شارك القصة

تتزايد أعداد قناديل البحر بفعل الأنشطة البشرية والتلوث البيئي
تتزايد أعداد قناديل البحر بفعل الأنشطة البشرية والتلوث البيئي (أرشيف - غيتي)
تشتهر قناديل البحر بلسعاتها المؤلمة، التي تستدعي أحيانًا تدخلا طبيًا، فكيف يمكن التعامل معها بعيدًا على الإجراءات الخاطئة التي تشيع بين الناس؟

كائن رخوي يبدو كأنه كيس شفاف، له عدة أرجل، وقوامه يشبه "الجيلي" أو الهلام؛ هو قنديل البحر الذي لطالما شكّل هاجسًا لرواد الشواطئ بسبب لسعاته المؤلمة؛ فماذا نعرف عن قناديل البحر؟

بدايةً، يتكون نحو 5٪ من أجسام قناديل البحر من بروتينات هيكلية وعضلات وخلايا عصبية، بينما تتكون النسبة الباقية، وهي 95%، من الماء. وعلى سبيل المقارنة، يحتوي جسم الإنسان على 60% فقط من الماء.

تتكون 95% من أجسام قناديل البحر من الماء (أرشيف-غيتي)
تتكون 95% من أجسام قناديل البحر من الماء (أرشيف-غيتي)

أجسام فريدة

لا يمتلك قنديل البحر رئتين أو قلبًا أو دماغًا أو عينين، فكيف يعيش إذًا من دون هذه الأعضاء الحيوية؟

يعتبر جلد هذه المخلوق رقيقًا جدًا، حيث يمكنه امتصاص الأكسجين من خلال الجلد، لذلك لا يحتاج إلى رئتين.

ولأن جسم قنديل البحر يخلو من الدم، فهو ليست بحاجة إلى قلب لضخه، كما أنه يستجيب للتغيرات في بيئته باستخدام إشارات من شبكة عصبية موجودة أسفل الطبقة الخارجية للجلد، لذلك لا يحتاج إلى دماغ لمعالجة الأفكار المعقدة.

وعلى الرغم من اسمه، فإن قنديل البحر ليس نوعًا من الأسماك، فالأخيرة تصّنف من الفقاريات التي تعيش في المياه وتتنفس من خلال خياشيمها.

أما قناديل البحر، فهي من اللافقاريات، ما يعني أنها لا تمتلك أعمدة فقارية، كما أنها تمتص الأكسجين من الماء عبر الأغشية.

وعادةً ما يأكل قنديل البحر النباتات أو الأسماك الصغيرة  أو الروبيان، ويستخدم مخالبه للسع الفريسة قبل تناولها.

معلومات غريبة

يمثّل قنديل البحر طعامًا شهيًا بالنسبة للبعض، حيث يوجد أكثر من 25 نوعًا من قنديل البحر صالحًا للأكل، وتقدم أحيانًا مع السلطات أو المخللات، ويشير بعض من خاضوا هذه التجربة أن طعمها كان مالحًا وقوامها مشابهًا للمعكرونة، بحسب موقع "بيزنس إينسايدر".

ويشير مصطلح "التلألؤ البيولوجي" إلى قدرة الكائن على إنتاج ضوئه الخاص، فيما تمتلك بعض القناديل هذه القدرة وتُنتج توهجًا داخليًا.

وبحسب العلماء، فإن قناديل البحر تواجدت في البحار منذ ما لايقل عن 500 مليون سنة، مما يجعلها من أقدم الكائنات الحيوانية. فقد عاشت الديناصورات منذ نحو 245 مليون إلى 66 مليون سنة، وهذا يعني أن قناديل البحر تسبقها بما لا يقل عن 250 مليون سنة.

أما المعلومة الأغرب عن هذه الكائنات، فهي قدرتها على تجديد نفسها إذا قُطعت إلى نصفين، حيث يتحول كل قنديل إلى كائنين جديدين من الهلام.

الأنشطة البشرية

يرى معهد موناكو لعلوم المحيطات، أن تكاثر قناديل البحر وتزايد أعدادها لا يرجع فقط إلى التغير المناخي (ارتفاع درجة حرارة المياه)، بل إلى النشاط البشري أيضًا.

ويعتبر المعهد أن الصيد الجائر أدى إلى اختفاء الحيوانات المفترسة الطبيعية مثل أسماك التونة أو السلاحف التي تتغذى على هذه القناديل، لذلك تمثل النفايات البلاستيكية التي تقضي على السلاحف مثلا دعمًا "ممتازًا" لانتشار قنديل البحر.

ويشير مدير برنامج تكنولوجيا البيئة والتغير المناخي في الجامعة الأردنية أحمد سلايمة إلى أن عمليات الصيد الجائر للسلاحف تعدّ من مسببات ظهور قناديل البحر على شواطئ جديدة في العالم، كما يحدث عند سواحل تونس والجزائر على سبيل المثال.

الاصطياد الجائر لسلاحف البحر يؤدي إلى تكاثر قناديل البحر (أرشيف-غيتي)
الاصطياد الجائر لسلاحف البحر يؤدي إلى تكاثر قناديل البحر (أرشيف-غيتي)

لسعات قنديل البحر

تقول الدراسات: إن قناديل البحر يمكن أن تقتل خمس مرات أكثر من أسماك القرش، بسبب انتشارها الكبير، لكن بشكل عام، فإن لسعة قنديل البحر ليست خطيرة، ولا تحتاج في أغلب الأحيان لزيارة الطبيب.

وفي حال التعرض للسعة من قنديل البحر، ينصح موقع "مايو كلينك" بإزالة أي مخالب بعناية باستخدام الملقط وترطيب موضع اللدغة بالماء الساخن، أما إذا أُصيب الشخص برد فعل شديد أو فقد الوعي بعد اللسعة، أو إذا كانت الإصابة بجانب العين، فيجب طلب العناية الطبية فورًا.

ويعرض الموقع مجموعة من الإجراءات الأكثر شيوعًا، منبهًا إلى أنها غير مفيدة ويجب تجنبها في حال الإصابة بلسعة قنديل البحر، ومنها: الغسل بماء البحر أو بماء عذب أو ببول الإنسان، والفرك بالمنشفة واستخدام ضمادات ضاغطة.

لسعة قنديل البحر (غيتي)
لسعة قنديل البحر (غيتي)
تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close