بات عدد من مسؤولي الاستخبارات الأميركية مقتنعين بالحاجة إلى عملية دمج أفضل بين جمع المعلومات الاستخبارية والفحص العلمي، بعد فشل الوسائل التقليدية في الوصول إلى الإجابة عن الأسئلة الغامضة.
وتمتد هذه الأسئلة لتشمل أصل وباء كورونا، وظاهرة الأجسام الطائرة غير المعروفة التي شاهدها عدد من طياري البحرية الأميركية، إضافة إلى ظواهر صحية وأمراض غريبة أصابت عددًا من الدبلوماسيين والجواسيس في أنحاء مختلفة من العالم.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مسؤولي المخابرات ووكالات التجسس في إدارة الرئيس جو بايدن، تعهّدوا بالعمل على مجالات يتصدّرها الهاجس العلمي، على غرار دراسة آثار التغير المناخي على الأمن القومي للولايات المتحدة، ومستقبل الأوبئة، ومواضيع أخرى تطرح تحديات علمية.
التكنولوجيا التخريبية ومتلازمة "هافانا"
ووفقًا لمسؤولين حكوميين، فقد عيّنت وكالة الاستخبارات الأميركية خبراء في علم الأوبئة من قسم الأبحاث في وزارة الخارجية للعمل في مجلس الاستخبارات الوطني.
كما خصّصت الوكالة منصبَين إدرايين للبحث في التغير المناخي، وما أصبح يُعرف بالتكنولوجيا التخريبية. وقام مجلس الأمن القومي بالتعاون مع وكالة الاستخبارات بإنشاء لجنتين لدراسة ما يعرف بمتلازمة "هافانا" والأعراض التي تترافق معها من تعب وفقدان مفاجئ للذاكرة.
وستُركّز اللجنة الأولى على الأسباب المحتملة وراء تلك المتلازمة، فيما ستعمل الثانية على توفير أجهزة لحماية المسؤولين الأميركيين بشكل أفضل.
ووفقًا لمسؤول في الإدارة الأميركية، ستستعين الإدارة بخبراء مختصين في إصابات الدماغ، وخبراء تقنيين في أنظمة الأسلحة وأجهزة الطاقة الموجّهة لفحص الأسباب المحتملة للحوادث الصحية.
وقالت سو غوردون، مسؤولة استخباراتية عليا سابقة: "هذه لحظة مثيرة حقًا، حيث تغيرت مصالح الأمن القومي عن بعض مصالح الحرب الباردة. الأولويات تتغير الآن".
نطاق مختلف من الخبرات
وتقتضي التحديات الاستخباراتية الأخيرة نطاقًا مختلفًا من الخبرات العلمية، بما في ذلك بعض المجالات التي استثمرت فيها الوكالات موارد أقلّ على مر السنين.
وسيزوَّد العلماء الجدد بتصاريح أمنية تمكّنهم من الوصول إلى معلومات سرية تمّ رفض منحها خلال دراسات سابقة.
وقال مات لاهر، المتحدث باسم مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية: إن الوكالة تعتقد أن الخريطة المتغيّرة للتحديات التي تواجه المجتمع الاستخباراتي؛ تستدعي أن يتمّ تطوير مواهب القوى العاملة بما يشمل وجود أفراد بخلفيات تتعلق بالعلوم والتكنولوجيا.
لكنّه حذّر، في الوقت نفسه، من أنه بدون وجود مثل هذه الخبرات، لن تكون الولايات المتحدة قادرة على المنافسة، ولن تنجح في التصدي للتحديات التي تواجهها اليوم.