أكدت ألمانيا اليوم الثلاثاء أمام محكمة العدل الدولية أن أمن إسرائيل هو "في صميم" سياستها الخارجية، ورفضت بشكل حازم اتهامات نيكاراغوا بأن برلين تسهل الإبادة الجماعية في غزة.
وتواصل محكمة العدل الدولية لليوم الثاني في لاهاي، النظر في الدعوى التي رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا، بعدما بدأت جلسة الاستماع الأولى في اتهام ألمانيا بـ"تسهيل ارتكاب إبادة" بحق الفلسطينيين، أمس الإثنين.
ألمانيا ترفض اتهامات نيكاراغوا
وقالت المحامية تانيا فون أوسلار-غليشين المتحدثة باسم ألمانيا أمام أعلى المحكمة التابعة للأمم المتحدة إن "أمن إسرائيل هو في صميم السياسة الخارجية الألمانية"، مشددة على أن برلين "ترفض بحزم" اتهامات نيكاراغوا لها.
وكانت نيكاراغوا قد طالبت القضاة بفرض تدابير عاجلة لمنع برلين من توفير أسلحة ومساعدات أخرى لإسرائيل، خلال عرضها الدعوى المؤلفة من 43 صفحة.
وأكّدت أن إرسال الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية ومساعدات إلى غزة في آن معًا "أمر مريع". وشدّدت ماناغوا على أن ألمانيا "تنتهك اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية الموقعة عام 1948، غداة المحرقة النازية".
ورأت ألمانيا أن ذلك يشكل وصفًا "منحازًا بشكل كبير" وردت فون أوسلار-غليشين بقولها: "ترفض ألمانيا بشكل حازم اتهامات نيكاراغوا التي لا أساس لها في الواقع أو قانونًا".
وأضافت: "لا توفر ألمانيا أسلحة إلا بعد درس دقيق يتجاوز شروط القانون الدولي.. ويخضع إرسال ألمانيا لأسلحة أو عتاد عسكري آخر إلى إسرائيل لتقييم متواصل للوضع على الأرض".
ومضت تقول: "ما تفعله ألمانيا إزاء هذا النزاع له جذور راسخة في القانون الدولي".
ألمانيا: حريصون على حماية الفلسطينيين
من جهة ثانية، صرّحت المتحدثة باسم الفريق القانوني الألماني لدى محكمة العدل الدولية بأن بلادها داعمة لحق الشعب الفلسطيني وحريصة على حمايته.
وأوضحت فون أوسلار-غليشين: "ألمانيا داعمة لحق الشعب الفلسطيني، فبالإضافة إلى الحفاظ على أمن إسرائيل هذا ما يعد النقطة الثانية التي نركّز عليها في سياساتنا الخارجية في الشرق الأوسط، وبشكل خاص خلال التصعيد الأخير".
كما جدّدت التزام برلين بحل الدولتين كمسار وحيد للسلام المستدام في الشرق الأوسط، ولفتت إلى أن ألمانيا "أّمنت دعمًا كبيرًا للمواطنين الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة لعقود من الزمن".
وتابعت: "ألمانيا تقر بحق الفلسطينيين بتقرير المصير الذي يجب أن يتم تطبيقه في الأراضي بحسب عام 1967".
تعليق "حماس"
وكانت حركة "حماس" قد ثمّنت الدعوى التي رفعتها جمهورية نيكارغوا ضد ألمانيا في محكمة العدل الدولية، ودعت دول العالم إلى أن تحذو حذوها وعدم غمض عينيها "عن جريمة العصر التي يرتكبها كيان الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة بدعم واضح من عواصم غربية".
وطالبت "حماس" محكمة العدل الدولية في بيانها الصادر أمس، "بقرارات حازمة، تدفع من خلالها إلى وقف حرب الإبادة المستمرة في غزة رغم قراراتها السابقة، التي ضرب بها الاحتلال الإسرائيلي عرض الحائط، كما كل القرارات والاتفاقيات والقوانين الدولية".