أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، أنّ موسكو وكييف "مستعدتان" للتعاون مع الوكالة لضمان أمن المواقع النووية الأوكرانية التي تواجه مخاطر متزايدة بسبب الهجوم الروسي.
وأتى هذا الإعلان، في وقت كشفت فيه كييف أنّها "فقدت كلّ اتّصال" بمحطة تشرنوبيل للطاقة النووية.
ومنذ بدء الهجوم الروسي، لا ينفك المدير العام لوكالة الطاقة الذرية يحذر من مخاطر الحرب الدائرة في أوكرانيا. وهذه أول حرب يشهدها بلد في العالم لديه مثل هذا البرنامج النووي الكبير.
"مثمرة لكن غير سهلة"
ولدى عودته من أنطاليا حيث عُقدت محادثات منفصلة مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا، قال غروسي: إنّ "هدفي الأول كان إقامة حوار مباشر على مستوى عال جدًا".
وأضاف أن "الطرفين مستعدان للعمل والنقاش مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشيرًا إلى أنّ الاجتماعات التي عقدها في أنطاليا كانت "مثمرة ولكن غير سهلة".
على وقع القصف والقتال والحصار.. أول محادثات مباشرة بين وزيري خارجية #روسيا و #أوكرانيا في #تركيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية @AnaAlarabytv pic.twitter.com/cjm4l1KyDF
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 10, 2022
وعرض غروسي في البدء التوجّه إلى تشيرنوبيل لبحث سبل ضمان أمن المواقع النووية الأوكرانية، لكنّ عرضه قوبل بالرفض.
والخميس، قلّل المدير العام للوكالة الدولية من أهمية مكان إجراء هذه المحادثات، مشددًا على أنّ المهم هو فحوى هذه المحادثات ومآلها.
وقال غروسي: إنّ المكان "ثانوي"، معربًا عن أمله في "الحصول على شيء ملموس أكثر في الأيام المقبلة".
وضع "مروّع"
وحذّر من أن الوضع الميداني "مروّع"، في إشارة إلى الحوادث التي تتزايد يومًا بعد يوم في المواقع النووية الأوكرانية.
وشدد غروسي على الحاجة الملحة إلى التوصل "لاتفاق على إطار عمل مشترك لتعزيز أمن المنشآت النووية" في أوكرانيا، البلد الذي يمتلك 15 مفاعلًا نوويًا والعديد من مستودعات النفايات الذرية.
ومنذ اليوم الأول للهجوم في 24 فبراير/ شباط الماضي، سيطرت القوات الروسية على محطة تشرنوبيل، لكن التيار الكهربائي انقطع عن المحطة الأربعاء.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنّها "على دراية بمعلومات مفادها بأن التيار الكهربائي عاد إلى المحطة، وتحاول الحصول على تأكيد".
وأضافت أنّ التيار الكهربائي عاد بفضل مولّدات الطوارئ التي تم تشغيلها، مطمئنة إلى أنه حتى وإن ظلت الكهرباء مقطوعة عنها فلن يكون لهذا الأمر "تأثير كبير" على أمن المنشأة النووية.
تدهور ظروف العمل
لكنّ غروسي دقّ "ناقوس الخطر إزاء ظروف العمل الآخذة في التدهور" في تشرنوبيل، المحطة التي تضم مفاعلات متوقفة عن الخدمة ومنشآت للنفايات المشعّة. ولا يزال أكثر من 200 فني وحارس يعملون في هذه المنشأة التي تتطلب إدارة متواصلة لمنع وقوع كارثة نووية أخرى على غرار ما حدث عام 1986.
وطلبت الوكالة من روسيا السماح لهؤلاء الموظفين العالقين في المحطة منذ أسبوعين بالعمل بالتناوب ولساعات محددة يوميًا وبالخلود للراحة، معتبرة هذه الشروط ضرورية لضمان سلامة الموقع.
والخميس، حذر غروسي من أن ظروف العمل المرهقة هذه "يضاف إليها انقطاع التواصل بصورة تامة" مع العالم الخارجي. وفي السابق، كان بإمكان المحطة التواصل عبر البريد الإلكتروني مع الهيئة الأوكرانية الناظمة لعمل المفاعلات النووية.
وتحتل القوات الروسية منشأة نووية أخرى في أوكرانيا هي محطة زابوروجيا الكهربائية، أكبر محطة حرارية تعمل بالطاقة النووية في أوروبا.
وليل الرابع من مارس/ آذار الجاري، تعرّضت هذه المنشأة لقصف مدفعي، مما تسبب باندلاع حريق فيها وأثار مخاوف من وقوع كارثة نووية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، إنّه بسبب الوضع العسكري الراهن فمن "غير الممكن حاليًا إرسال قطع الغيار اللازمة" إلى هذه المحطة ولا تزويدها بـ"الموظفين المتخصصين لتنفيذ التصليحات اللازمة".
والأربعاء، أعلنت الوكالة أنّ الأنظمة التي تتيح إجراء عمليات مراقبة عن بُعد للمواد النووية في زابوروجيا توقّفت عن إرسال البيانات إليها، تمامًا كما حصل في اليوم السابق مع محطة تشرنوبيل.
وأعربت الوكالة عن قلقها لهذا "الانقطاع المفاجئ في إرسال البيانات إلى المقر الرئيسي في فيينا".
والخميس عبّر غروسي عن أسفه "لأنّنا نفقد تدريجيًا كمية كبيرة من المعلومات".