توقفت الأنظمة التي تتيح إجراء عمليات مراقبة عن بُعد للمواد النووية في محطة تشيرنوبيل النووية، عن إرسال البيانات إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحسب ما أعلنت هذه الأخيرة، أمس الثلاثاء.
وفي اليوم الأول لهجومها على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، سيطرت القوات الروسية على المحطة القريبة من كيييف، والتي شهدت واحدة من أسوأ الكوارث النووية التي حدثت في تاريخ البشرية عام 1986.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتّحدة في بيان إنّ مديرها العام رافاييل غروسي "أشار إلى أنّ الإرسال عن بُعد للبيانات من أنظمة مراقبة الضمانات المثبتة في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية انقطع".
و"الضمانات" هو مصطلح تستخدمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوصف الإجراءات التقنية التي تطبّقها على المواد والأنشطة النووية بهدف ردع انتشار الأسلحة النووية من خلال الكشف المبكر عن أيّ إساءة استخدام لهذه المواد.
وضع "صعب ومرهق" للعاملين
ودخل الهجوم الروسي يومه الرابع عشر، حيث نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول عسكري أميركي كبير، قوله إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن معظم القوة القتالية لكل من روسيا وأوكرانيا ما زالت سليمة، حتى يوم أمس، حيث كان وقف لإطلاق النار المؤقت، قد بدأ سريانه بغية إجلاء المدنيين من 5 مدن بينها العاصمة كييف.
#مباشر | السلطات الأوكرانية تطلب من سكان فينيتسا جنوبي #كييف التوجه للملاجئ إثر غارات استهدفت المدينة.. تغطية متواصلة من التلفزيون العربي لآخر مستجدات #الحرب_الروسية_الأوكرانية#روسيا #أوكرانيا https://t.co/kmTwmd1ZpI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 9, 2022
ولا يزال أكثر من 200 من الفنيين والحراس عالقين في الموقع، وهم يعملون منذ 13 يومًا متواصلاً تحت المراقبة الروسية. وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من روسيا السماح لهؤلاء الموظفين بالعمل بالتناوب، وبالخلود للراحة وبالعمل لعدد محدد من الساعات، معتبرة هذه الشروط ضرورية لضمان سلامة الموقع.
وحذّر غروسي من الوضع الصعب والمرهق الذي يجد فيه العاملون بمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية أنفسهم والمخاطر المحتملة التي يشكّلها ذلك على الأمن النووي.
غروسي "يعرض" زيارة الموقع
ومع انقطاع نقل البيانات عن بُعد وعدم تمكّن الهيئة الناظمة الأوكرانية من الاتصال بالمنشأة النووية إلا عن طريق البريد الإلكتروني، كرّر غروسي عرضه القيام بزيارة إلى الموقع أو إلى أي مكان آخر للحصول من جميع الأطراف على "التزام بشأن السلامة والأمن" في محطات الكهرباء الأوكرانية العاملة بالطاقة النووية.
يأتي هذا التطور في المحطة النووية الشهيرة، بعدما سيطر الجيش الروسي كذلك على محطة زابورجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا، الجمعة الماضي. واتّهمت كييف القوات الروسية بقصف المحطة بالمدفعية مما تسبّب باندلاع حريق فيها، في حين تنفي موسكو أي علاقة لها بالحريق. وزابورجيا هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وقد دخلت مفاعلاتها الخدمة بين عامي 1984 و1995 وهي ذات تصميم حديث مقارنة بتشرنوبيل التي بنيت في 1970 وكانت أول محطة للطاقة النووية في أوكرانيا.
“لا تتركوا أوروبا تموت في كارثة نووية“.. الرئيس الأوكراني يُحذر بعد استهداف #روسيا محطة #زابوريجيا #أوكرانيا pic.twitter.com/iBSMw70wnn
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) March 4, 2022