استطاعت أنغام منسية أن ترتحل من قرى البجا شرقي السودان إلى غرفة صغيرة في قلب العاصمة الخرطوم.
فهناك، تحاول فرقة دروبا، المعروفة أيضًا باسم فرقة الجبال السودانية، التعريف بموسيقى قبائل البجا المهمشة، والتي تُعد من بين أهم مكونات النسيج الاجتماعي في مناطق شرق السودان.
ويهدف نشاط الفرقة المكونة من خمسة عازفين إلى التعريف بهذا التراث خارج حدوده المحلية وإنهاء عقود من الإقصاء الاجتماعي والسياسي، الذي يعانيه أبناء المنطقة، بحسب ما يؤكدون.
"إيصالها بالطريقة الصحيحة"
يقول رئيس الفرقة نور الدين جابر، إن موسيقى البجا من الموسيقى المهمشة داخل السودان، مشيرًا إلى أن فرقته تحمل الأفكار نفسها، وقد اجتمعت لإيصال هذه الموسيقى بالطريقة الصحيحة.
وتزاوج آلة فريدة هي عماد الموسيقى، بين أصالة التاريخ والمعاصرة، ويشرح جابر أنه "أراد من ابتكارها جعل الغيتار والتمبور يتكلمان في آن واحد بعدة أشكال".
إصرار على لفت الانتباه
تتحدث فرقة الدروبا عبر الألحان عن حياة البدو، الذين استوطنوا جبال البحر الأحمر شرقي السودان؛ يمتهنون الرعي ويعانون رغم تعاقب الحكومات من التهميش.
ويقول هؤلاء إن الموسيقى وسيلة ليرتفع صوتهم عاليًا. رغم ذلك، فإن النقر على الأوتار ببراعة قد لا يكفي ليفسح المجال لهذه الفرقة لتقدم عروضها بحرية في أي مكان شاءت.
لكنها مع ذلك، تصرّ بتحدٍ على أن تلفت بالموسيقى انتباه العالم لمعاناة منطقتها.