جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إصرار بلاده على تنفيذ عملية عسكرية شمالي سوريا.
وخلال كلمته أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، قال أردوغان: إن "أنقرة ملتزمة بالمعاهدات الدولية، لكن الأطراف الأخرى لم تف بتعهداتها وإن بلاده ستقوم بما يلزم لحماية مواطنيها"، وفق تعبيره.
وفي جردة سريعة لعملية "المخلب السيف الجوية" التي أطلقتها تركيا شمالي سوريا والعراق على مواقع حزب العمال الكردستاني، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحييد 254 إرهابيًا، وقصف أكثر من 400 موقع، بحسب الوزير خلصوي آكار.
ووصف الوزير العملية بأنها الأكبر والأشمل والأكثر تأثيرًا في الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن مسلحي حزب العمال الكردستاني حشروا في الزاوية، على حد تعبيره.
الحزب المتهم بعمليات قصف شملت مدنيين في كل من تركيا وسوريا، تقول وسائل إعلام محلية إن 3 مدنيين قتلوا في أعزاز السورية جراء قصف صاروخي نفذه التنظيم من منطقة تل رفعت التي يسيطر عليها، في حين علقت المدارس نشاطها في مدينتي جرابلس، وتل أبيض حتى إشعار آخر بسبب هجمات الحزب الكردي.
بدوره، أفاد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، بأن 3 أشخاص على الأقل قتلوا في هجمات صاروخية شنتها مجموعة تابعة للعمال الكردستاني في غازي عنتاب جنوبي تركيا.
ومن داخل الأراضي السورية، أجرت فصائل الجيش الوطني الموالية لتركيا مناورات عسكرية في مدينة عفرين.
#تركيا تعلن قصف نحو 500 موقع تابع لحزب العمال الكردستاني، شمالي #سوريا و #العراق، و #أردوغان يؤكد أنها "ليست سوى البداية" تقرير: ملهم بريجاوي pic.twitter.com/KEUhpDq8iS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 23, 2022
وتتابع هذه التطورات الولايات المتحدة؛ التي قالت على لسان نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ إن بلادها تتابع ما يجري في سوريا وتدعو إلى خفض التصعيد.
إذًا هو تصعيد لا تتوقف حدوده، مع إعلان الرئيس أردوغان أن العمليات الجوية التركية ضد الميليشيات الكردية في شمال سوريا ليست سوى البداية والعمليات البرية قادمة في أنسب وقت، حسب تعبيره.
في غضون ذلك، أكد البيان الختامي لاجتماع أستانا أن روسيا وتركيا وإيران تعلن الحاجة إلى تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بشمال سوريا، كما جاء في البيان أن الدول الضامنة لمسار أستانا تعارض مبادرات الحكم الذاتي في شمال شرق البلاد.
"تمسك أنقرة بالعملية العسكرية البرية"
وفي هذا الإطار، يشير أستاذ العلاقات الدولية في جامعة اسطنبول سمير صالحة إلى أن الرئيس التركي تحدث اليوم للمرة الرابعة وخلال أسبوع واحد فقط، عن تمسك بلاده بالقيام بالعملية البرية العسكرية شمالي سوريا، ما يعني أن أنقرة متمسكة بهذه العملية، وذلك بعد تصريحات أردوغان بأن مسألة توقيت العملية ستقرره القيادات العسكرية والسياسية التركية.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من اسطنبول، أن آلية أستانا لم تنجح حتى الآن رغم الاجتماعات التي بدأت منذ عام 2017 وحتى اليوم في تسجيل اختراق سياسي حقيقي في التعامل مع الملف السوري.
ويشير إلى أن الجديد في البيان الذي صدر اليوم هو رفض الكيان الكردي المستقل في شمال شرق سوريا، ما يعني أنه رسالة مباشرة للولايات المتحدة التي تنسق مع مجموعات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ومجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، وتحاول أن تلعب ورقتها في التأثير في فرض مشهد سياسي سوري جديد على الشعب السوري.
ويقول صالحة: إن "الوضع في شمال شرق سوريا معقد، ومتداخل ومتشابك بسبب وجود أكثر من لاعب محلي وإقليمي ودولي، مشيرًا إلى أن السؤال الأهم الذي يجب أن يطرح هو كيف وصلت الأمور إلى هذه الدرجة من التعقيد في هذه البقعة الجغرافية؟.
ويرى أن الولايات المتحدة وسياساتها تتحمل مسؤولية أساسية، لأنها قدمت مئات الأطنان من الأسلحة إلى قسد ومسد تحت ذريعة محاربة مجموعات تنظيم "الدولة" في تلك المنطقة، لافتًا إلى أن هذا السلاح الأميركي المقدم لهذه المجموعات يستخدم ضد الجانب التركي.
ويشدد سمير صالحة على وجوب أن تعتمد واشنطن سياسة جديدة في التعامل مع هذه المجموعات ومع الملف السوري ككل.