أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار انطلاق عملية عسكرية جديدة سماها بـ"المخلب - السيف"، تمكنت فيها الطائرات الحربية التركية من تدمير مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وتحقيق إصابات مباشرة بعدة مناطق في الشمال والشرق السوري.
يأتي ذلك، ردًا على التفجير الذي استهدف شارع الاستقلال بمدينة اسطنبول الأسبوع الفائت، الذي راح ضحيته 6 قتلى وما يقارب الـ 80 جريحًا.
"وقت الحساب"
فعلى وقع الانفجارات شمال سوريا، أعلنت أنقرة أن 14 غارة جوية ضمن عمليتها العسكرية الجديدة التي وصفتها بـ"وقت الحساب" طالت أهدافًا في عين العرب كوباني، وحلب، والحسكة، ومناطق أخرى.
وكشف أكار أن المقاتلات التركية نجحت في تدمير مغارات، وأنفاقٍ، ومستودعاتٍ عائدةٍ لقوات "قسد"، وتحقيق إصابات مباشرة في مقراتها، مؤكدًا أن هذه الهجمات "ردًا على من يستهدف أمن بلاده".
على الضفة الأخرى، ندد قائد قوات قسد مظلوم عبدي بالضربات التركية معلنًا أن لا علاقة لها بتفجير اسطنبول، متهمًا أنقرة بالتخطيط للهجوم قبل سنة من الآن.
لكن تركيا، تشدد على موقفها من أن هذه الحملة ما هي إلا تنفيذٌ لتهديدات مسؤوليها عقب الهجوم الذي استهدف منطقة تقسيم يوم 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
حينها، توّجهت أصابع الاتهام التركية نحو عين العرب كوباني مباشرةً بعد القبض على المشتبه بها بتنفيذ الانفجار، إذ أكّدت للسلطات التركية أنها تلّقت الأوامر من حزب العمال الكردستاني.
أما عملية "المخلب - السيف" فليست الأولى من نوعها، فقد سبقها عمليات اجتياح استهدفت مواقع لقسد ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، فالرئيس التركي كان قد توعّد في وقت سابق من هذا العام بعملية جديدة، والمنطلق دائمًا هو الدفاع عن حدوده ومنع مزيد من العمليات ضدها.
إلى ذلك، أعلنت وسائل إعلام تركية إصابة جندي وشرطيين أتراك جراء سقوط صاروخٍ على إقليم كيليس التركي المتاخم للحدود التركية السورية.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد توعّدت في وقت سابق، بالرد على الضربات الجوية التي شنتها تركيا على مواقعها.
#تركيا تبدأ عملية "المخلب السيف" ضد "قسد" بـ 14 غارة جوية، ووزير الدفاع التركي يؤكد مواصلة بلاده محاسبة من يستهدف أمنها تقرير: براء محمد pic.twitter.com/nefxYvTWrT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 20, 2022
الحدود والتوقيت
ومن أنقرة، يتحدث مراسل "العربي" أحمد غنام عن حدود العملية العسكرية التركية على الشمال السوري، مشيرًا إلى أن تصريحات أكار أوضحت أن المنطقة التي تقع بين شمالي العراق إلى منطقة تل رفعت شمالي سوريا، هي الرقعة المستهدفة ضمن عملية "المخلب - السيف".
وعن توقيتها يقول غنام: بالنظر إلى تصريحات وزير الدفاع التركي فيبدو أن العملية العسكرية كانت محدودة الزمن، وتحديدًا ليلة أمس فقط، حيث بدأت بعد منتصف ليل أمس السبت واستمرت حتى صبيحة اليوم.
ويتابع المراسل من تركيا: "ربما لن يكون هناك استئناف للقصف الجوي خلال الأيام المقبلة، حيث لم يلمح الوزير التركي إلى وجود عمليات برية ستستهدف الأماكن التي تم قصفها".
فعادةً كانت تترافق العمليات الجوية مع تدخل بري من قبل القوات التركية، إلا أن حدود العملية الممتد من شمال العراق إلى شمال سوريا قد تصعب على الجيش التركي التوغل في هذه المساحة الكبيرة بريًا، وفق غنام.
كما تطرق مراسلنا إلى احتمال رغبة أنقرة في بعث رسائل معينة من خلال القصف الجوي في أعقاب انفجار اسطنبول، خصوصًا أن وزارة الدفاع التركية نشرت صورًا للصواريخ التي أطلقت حيث كان مكتوبًا عليها أسماء الطفلتين اللتين قتلتا في الهجوم.
"معارك مفتعلة"
أما من أربيل، فينقل مراسل "العربي" غسان خضر تفاصيل استهداف القوات التركية لـ8 مناطق بين سنجار وجبال قنديل، لافتًا إلى أنه لم يكن هناك قصف مباشر للأماكن القريبة من العراق باستثناء جبل برادوست الحدودي مع تركيا، إذ إن هذه الحدود بين تركيا والعراق غير مرسمة.
ويلحظ خضر أن حزب العمال الكردستاني له وجود في سنجار ومناطق أخرى على الحدود العراقية التركية، على مسافة شاسعة تصل إلى 350 كيلومترًا يتحصن فيها مقاتلو الحزب.
فيشرح مراسلنا أن "هذا المعقل وعر، ولا تستطيع القوات العراقية ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وتكتفي فقط بمطالبتهم بترك أراضيها".
كذلك، يتطرق خضر إلى تصريح لقوات البيشمركة في برلمان إقليم كردستان طالب فيه حزب العمال بمغادرة أراضيه، قال فيه: "حزب العمال يريد جرّ الجانب التركي إلى الحدود العراقية عن طريق معارك مفتعلة".
وعليه، يعطي هذا التصريح الجانب التركي المبرر لملاحقة حزب العمال الكردستاني، مع التأكيد على رفضه أن تتحول أراضيه إلى ساحة لتصفية الحسابات بحسب بيان لجنة البيشمركة البرلمانية.
عراقيًا، برز تصريح واحد "غير مفهوم" وفق خضر، صدر عن وزير الخارجية العراقي الذي قال فيه أنه "لا يسمح بأن تكون أراضيه مكانًا لتصفية الحسابات"، من دون الإشارة صراحة إلى العملية العسكرية التركية.