الخميس 21 نوفمبر / November 2024

"أنهار في السماء".. ظاهرة جديدة قد تنتج عن تغير المناخ

"أنهار في السماء".. ظاهرة جديدة قد تنتج عن تغير المناخ

شارك القصة

تقرير حول تغيّر المناخ حيث اعتُبر عام 2021 من بين الأعوام الأكثر دفئًا على الإطلاق (الصورة: غيتي)
وجد فريق من جامعة تسوكوبا باليابان، أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية فسيتم تعزيز أنهار الغلاف الجوي ما يؤدي إلى مستويات قياسية لهطول الأمطار في شرق آسيا.

كشفت دراسة جديدة أن أجزاء من شرق آسيا يمكن أن تشهد "أنهارا في السماء" بسبب تغير المناخ، وتترافق مع مستويات قياسية من هطول الأمطار، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

فقد ابتكر الباحثون نموذجًا للتحقيق في سلوك الأنهار الجوية والأمطار الشديدة في شرق آسيا في ظل نتائج مختلفة لتغير المناخ. وهذه الأنهار في السماء هي عبارة عن مجموعات ضيقة من بخار الماء المركز الذي يتدفق عبر الغلاف الجوي، ويمكن أن يؤدي إلى مستويات عالية من هطول الأمطار على الجبال.

أسوأ سيناريو

ووجد الفريق، من جامعة تسوكوبا باليابان، أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية فإنه أسوأ سيناريو، حيث سيتم تعزيز أنهار الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى مستويات قياسية غير مسبوقة لهطول الأمطار في جميع أنحاء شرق آسيا.

وبينما نظروا إلى شرق آسيا فقط، قال الفريق: إن توقعاتهم ستنطبق أيضًا على مناطق خطوط العرض المتوسطة ذات السلاسل الجبلية شديدة الانحدار، بما في ذلك أوروبا وأميركا الشمالية.

ويسمح إنشاء عمليات المحاكاة بناءً على نتائج تغير المناخ المختلفة للعلماء بالتنبؤ بتأثير أحداث الطقس المختلفة مع ارتفاع درجة حرارة العالم.

وقال الفريق الياباني: "إنهم رأوا بالفعل علامات واضحة على ارتفاع درجة حرارة الأرض التي تضرب أجزاء من البلاد، لذلك أرادوا معرفة كيف يمكن أن تسوء الأمور". وكتب الفريق: "لقد أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن الاحتباس الحراري يعني أكثر من مجرد ارتفاع درجات الحرارة".

وقد أصبحت الأحداث المتطرفة مثل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات وموجات الحر أكثر تواترًا وشدة في جميع أنحاء العالم. وحذر الباحثون من أن هذا "يخلق حاجة ملحة للتنبؤ بهذه التغييرات والاستعداد لها" في المستقبل، عند مناقشة الحاجة إلى عملهم.

وتعد زيادة هطول الأمطار إلى مستويات غير متوقعة وغير مسبوقة أحد الأحداث المناخية المتطرفة المدمرة بشكل خاص، مما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات.

تفاعل أنهار الغلاف الجوي مع سلاسل الجبال

وللمساعدة في التنبؤ بأحداث هطول الأمطار، نظر الباحثون في أحد الأسباب وهو تفاعل أنهار الغلاف الجوي مع سلاسل الجبال.

وأوضح الفريق أن الأنهار الجوية عبارة عن نطاقات طويلة وضيقة من بخار الماء المركز الذي يتدفق عبر الغلاف الجوي. وعندما يلتقي أحد هذه النطاقات مع حاجز مثل سلسلة جبال؛ يمكن أن تنتج عنه مستويات قصوى من الأمطار أو تساقط الثلوج.

فقد تعرضت أجزاء من شرق آسيا لعدد متزايد من الظواهر الجوية القاسية المدمرة على مدى العقد الماضي.

وكان لبعض هذه الظواهر تكلفة مجتمعية خطيرة، بما في ذلك الحياة البشرية. لذلك قال الفريق: إن فهم الوقت الذي يحتمل أن يتطور فيه مع استمرار تغير المناخ، يعد أمرًا "حاسمًا" للسلامة والمجتمع.

نماذج محاكاة لدورات الغلاف الجوي

ولفهم التأثير، استخدموا نماذج محاكاة عالية الدقة لدورات الغلاف الجوي العالمية التي تعيد فعليًا خلق الظروف في الغلاف الجوي.

ثم نظروا في نماذج مناخية إقليمية أخرى، وقارنوا عمليات المحاكاة القائمة على بيانات حقيقية للأرصاد الجوية من 1951 إلى 2010 مع تنبؤات عام 2090.

واستخدم المؤلفون سيناريو المناخ الذي من شأنه أن يؤدي إلى 4 درجات مئوية من الاحترار، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، وهو أكثر بكثير من الهدف (2 درجة مئوية) المحدد كجزء من اتفاقية باريس للمناخ .

وقال المؤلف الأول، البروفيسور يويتشي كاماي: "إن عمليات المحاكاة تتنبأ بنقل بخار الماء المعزز فضلًا عن زيادة هطول الأمطار بمستويات غير مسبوقة". 

وفي عمليات المحاكاة، حدثت أكبر كميات من الأمطار المرتبطة بالنهر في الغلاف الجوي على المنحدرات الجنوبية والغربية للجبال في شرق آسيا بما في ذلك اليابان وشبه الجزيرة الكورية وتايوان وشمال شرق الصين. وسيكون أكبر هطول للأمطار على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبال الألب اليابانية.

2021 من بين الأعوام الأكثر دفئًا

كان العام الماضي 2021 من بين الأعوام الأكثر دفئًا على الإطلاق. ويدفع الاحتباس الحراري عالمنا إلى منطقة مجهولة ونحو تداعيات بعيدة المدى.

فمن مصر إلى إيطاليا إلى هونغ كونغ وعبر امتداد العالم، توجد محاولات لتقديم حلول تكافح تغير المناخ وارتداداته، مثل حواجز لمنع ارتفاع سطح البحر في الإسكندرية، إضافة إلى مخاوف في البندقية من غرق المدينة.

في هذا السياق، تقول أنابولا لافينا مالكة مقهى في البندقية في حديث إلى "العربي": إن ظاهرة المد والجزر تتزايد أكثر فأكثر وتحجب جميع الأعمال التجارية، علمًا بأن البندقية تعيش بفضل الحرف اليدوية ومن السياحة، وإذا لم يكن هناك المزيد من السياحة فستموت المدينة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close