Skip to main content

أهداف علنية وأخرى خفية للاحتلال.. ما احتمالات استمرار حرب غزة لسنوات؟

منذ 13 ساعات
تنفّذ إسرائيل عملية عسكرية في شمال قطاع غزة وسط حصار ومنع لدخول المساعدات - الأناضول

منذ أكثر من عام، تواصل إسرائيل المراوغة بشأن مدة الحرب على غزة، وأهدافها العلنية والخفية.

ونقلت القناة 14 الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، عن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قوله، إنّ الحرب في غزة ستستمرّ لسنوات، حيث تواصل تل أبيب البحث عن جهة فلسطينية تُدير القطاع، زاعمًا أنّ أطرافًا فلسطينية تخشى من حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".

ويؤكد تصريح غالانت فشل إسرائيل في إيجاد حاكم جديد لغزة، رغم محاولاتها السابقة للتواصل مع عشائر وعائلات من أجل تشكيل جهة محلية لأداء المهمة.

ولاقت هذه المساعي رفضًا واسعًا من الفئات الفلسطينية كافة، لأنّها خطوة تعني التعامل مع الاحتلال.

في موازاة ذلك، تنفّذ إسرائيل ما تُسمّيها عملية عسكرية في شمال القطاع، وسط حصار ومنع لدخول المساعدات، وهو أمر فاقم الأوضاع الإنسانية المعقدة أصلًا.

وفي جنوب القطاع، يمنع الاحتلال إدخال البضائع منذ أيام، بعد أن كانت تدخل بكميات قليلة، ما زاد أوضاع النازحين سوءًا، جراء شحّ المواد الغذائية.

وحمّل القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان الإدارة الأميركية المسؤولية عن المجازر، داعيًا الدول العربية والإسلامية إلى ممارسة الضغط لوقف ما وصفها بالمذبحة في غزة.

وأمام رفض إسرائيل الاستجابة لنداءات وقف الحرب على غزة ولبنان، قال موقع "أكسيوس" إنّ الإدارة الأميركية طالبت إسرائيل باتخاذ خطوات في غضون شهر لتحسين الوضع الإنساني في غزة، من أجل تجنيبها عواقب متعلّقة بالمساعدات العسكرية الأميركية.

وذكر "أكسيوس" أنّ وزيرَي الخارجية والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن سلّما وثيقة رسمية لغالانت؛ تنصّ على التوقّف عن منع إدخال مساعدات إنسانية أميركية إلى غزة.

وتبدو المحاولة الأميركية للضغط على تل أبيب من بوابة الإمدادات العسكرية متأخرة، لأنّها لم تضغط على إسرائيل بشكل يُجبرها على وقف الحرب واستهداف المدنيين الفلسطينيين.

فما هي أهداف إسرائيل من تشديد الضغط العسكري والتجويع في القطاع؟ وما هي احتمالات استمرار الحرب لسنوات، وما الذي تريده إسرائيل فعليًا مقابل وقفها؟

"واشنطن موافقة على تهجير الغزيّين"

أوضح إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أنّ الحكومة الإسرائيلية تحدّثت عن أنّ الأهداف الخفية للحرب على قطاع غزة تتلخّص في قتل وإبادة الفلسطينيين، والتدمير الشامل للقطاعات الحيوية في القطاع وفي مقدمها القطاع الصحي، إضافة إلى التهجير نحو الجنوب ثم إلى مصر. 

وقال الثوابتة في حديث إلى التلفزيون العربي من دير البلح، إنّ هذه الأهداف تتحطّم أمام ثبات سكان القطاع وصمودهم، رغم ارتكاب العدو أكثر من 3600 مجزرة.

وأضاف الثوابتة أنّ الإدارة الأميركية موافقة على تهجير الغزيّين من أرضهم، لكنّها تمارس الكذب والتضليل أمام الرأي العام.

"استعصاء تحقيق الاحتلال أهدافه في غزة"

من جهته، أشار الدكتور طارق حمود أستاذ العلوم السياسية في جامعة لوسيل، إلى أنّ حالة الاستعصاء التي تواجه الاحتلال في تحقيق أهدافه في قطاع غزة فرضت عليه تغييرًا أو نقلة في الوضع الإستراتيجي في الميدان، فكانت "خطة الجنرالات".

وقال حمود في حديث إلى التلفزيون العربي من الدوحة، إنّ قادة الاحتلال يأملون أن تؤدي هذه الخطة إلى إحداث نموذج أمني في الشمال من خلال إخلائه ومحاصرة المقاومين وإجبارهم على الاستسلام، ثمّ تقسيم القطاع إلى أجزاء، وهو ما يُهدّد بحرب إبادة طويلة الأمد قد تمتدّ لسنوات.

ورأى أنّ الولايات المتحدة أدركت خطورة هذه الخطة من حيث التداعيات الإنسانية، وهو ما قد لا تتمكن واشنطن من تحمّله.

وأضاف أنّه إذا نجحت إسرائيل في تنفيذ خطة الجنرالات في قطاع غزة، فانها ستعمد إلى استقدام جهة معينة للحكم هناك، مشيرًا إلى وجود جهات جاهزة لممارسة هذا الدور لكن هذا لا يعني بالضرورة نجاح هذا النموذج.

"إسرائيل ستستمرّ في قتل الفلسطينيين"

بدورها، أكدت الدكتورة جودي دين، أستاذة العلوم السياسية في جامعة جنيف في نيويورك، أنّ إسرائيل تريد تهجير جميع الفلسطينيين من أراضيهم من خلال القتل والتجويع والاعتداءات الفتّاكة على غزة.

وقالت دين في حديث إلى التلفزيون العربي من نيويورك، إنّ إسرائيل تسعى للحصول على جميع الأراضي الفلسطينية والتخلّص من جميع الفلسطينيين، عبر أي طريقة كانت.

وأضافت أنّ وجود نسخة لترتيبات أمنية إسرائيلية في قطاع غزة سيفشل، وهو ما سيدفع إسرائيل للاستمرار في هذه الحرب لوقت طويل وقتل الفلسطينيين على غرار ما يحصل على مدار الساعة منذ أكثر من عام، خاصة مع فشل واشنطن والمجتمع الدولي في وقفها.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة