أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اليوم السبت دعم بلاده لأي دولة يكون لديها الاستعداد لإرسال طائرات إلى أوكرانيا في الوقت الراهن، داعيًا الحلفاء إلى الحفاظ على دعمهم لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا.
جاء ذلك من ميونخ الألمانية، حيث يعود أشهر منتدى غير رسمي للسياسات الأمنية في العالم في دورته الـ 59، في ظل هيمنة حرب أوكرانيا على النقاشات مع تزامن موعده هذا العام مع مرور عام على بداية الحرب.
ورغم تقديم بريطانيا دعمًا قويًا لأوكرانيا منذ بداية الهجوم العسكري الروسي شمل تسليم أسلحة وتدريب القوات، إلا أنها ما زالت ترفض حتى الآن إرسال طائرات مقاتلة لأوكرانيا بزعم إنها لن تكون ذات فائدة عملية في الوقت الراهن نظرًا لمتطلبات التدريب طويلة الأمد الطيارين، وأطقم الدعم الكبيرة المطلوبة.
مساعدة بريطانية "بطرق أخرى"
لكن سوناك أكّد في مؤتمر ميونخ للأمن، اليوم السبت، أن بريطانيا يمكن أن تساعد في هذا الشأن بطرق أخرى، فقال للصحفيين: "ستوفر بريطانيا بكل سرور نظامًا لأي دولة تكون قادرة على تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة في الوقت الراهن. المملكة المتحدة مستعدة لدعم تلك الدول".
كما حثّ رئيس الوزراء البريطاني الحلفاء الغربيين على إيجاد طريقة تضمن أن تدفع روسيا أموالًا في إعادة إعمار أوكرانيا بمجرد انتهاء الحرب، ورأى أن المجتمع العالمي يجب أن يعترف بالحاجة إلى وجود إطار جديد، يحافظ على الأمن على المدى الطويل.
وأضاف: "من حقوق الإنسان إلى التهديدات النووية المتهورة، من جورجيا إلى مولدوفا، ارتكبت روسيا انتهاكًا تلو الآخر ضد دول خارج حلف شمال الأطلسي للأمن الجماعي.. رد المجتمع الدولي على العدوان الروسي لم يكن قويًا بما يكفي".
أوروبا قد "تحرك الجبال" لدعم كييف
ومن ميونخ أيضًا، صرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم، بأن دول الاتحاد الأوروبي يمكنها "تحريك الجبال" لتزويد أوكرانيا بالذخيرة لاستخدامها في حربها مع روسيا.
وقالت فون دير لاين خلال كلمة لها في المؤتمر: "واثقة بأن مصلحة الاتحاد الأوروبي المشتركة في حصول أوكرانيا على المزيد من الذخيرة ستتغلب على مصالح الدول منفردة عندما يتعلق الأمر ببرامج المشتريات الدفاعية الأوروبية المشتركة".
وتابعت: "كما هو الحال دائمًا في هذه الحرب الوحشية التي شنتها روسيا على أوكرانيا، نرى أنه يمكننا تحريك الجبال عندما نكون تحت الضغوط، وبالتالي هنا أيضًا".
كذلك، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية على أن هذه "الأوقات الاستثنائية"، يجب أن يتبعها أيضًا إجراءات غير عادية.
تجديد الضمانات الأوروبية
وتتوالى رسائل الدعم الأوروبية لكييف من ميونخ، حيث تجددت الضمانات الأوروبية أيضًا على لسان المستشار الألماني أولاف شولتس الذي سبق وصرّح أن دعم برلين والحلفاء في "الناتو" مصمم ليستمر طويلًا.
كما لم يفوت شولتس فرصة توجيه رسالة مباشرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مفادها بأن أوروبا موحدة أكثر من أي وقت مضى.
بدوره، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته أن روسيا فشلت في حربها على أوكرانيا، وأن الوقت الآن ليس للتفاوض وإنما لمواجهة روسيا التي اختارت الحرب.