يهيمن الملف الأوكراني على اجتماعات النسخة 59 من مؤتمر ميونخ الذي ينطلق اليوم الجمعة ويستمر لغاية يوم الأحد، ويجمع كبار السياسيين والعسكريين من جميع أنحاء العالم لاستعراض المشهد الأمني.
ويعد "مؤتمر ميونخ للأمن" حدثًا سنويًا تستضيفه المدينة الألمانية التي تحمل اسمه، لمناقشة قضايا الأمن عبر المحيط الأطلسي حيث يسيطر هذا العام هاجس الأمن الأوروبي الذي تغيرت معالمه عقب الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
أبرز الحاضرين
ووصلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أمس الخميس، إلى مدينة ميونخ للمشاركة في المؤتمر الأمني المنعقد في فندق "بايريشر هوف" الفاخر في المدينة الواقعة بجنوب ألمانيا.
وستحضر هاريس المؤتمر إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدد كبير من المسؤولين الغربيين.
كذلك، من المتوقع أن يحضر المؤتمر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، حيث ستكون فرصة لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن للقائه على الهامش في أول محادثات مباشرة بينهما بعد أزمة إسقاط الولايات المتحدة ما قالت إنه منطاد تجسس صيني وأجسام طائرة أخرى.
ومن المتوقع أيضًا أن يلقي مسؤولون أوكرانيون كبار كلمة بالمؤتمر، لا سيما وأن مؤتمر العام الماضي عقد قبل أيام فقط من اندلاع الهجوم العسكري الروسي.
وبينما احتشدت القوات الروسية على حدود أوكرانيا، حث القادة الغربيون في ميونخ حينها الرئيس فلاديمير بوتين على عدم إشعال حرب في أوكرانيا محذريّن من عواقب وخيمة إذا فعل ذلك.
جدول الأعمال
أما هذا العام، فسيبحث القادة تداعيات قرار بوتين تجاهل مناشداتهم وانخراطه في الحرب التي يصفها بـ"العملية الخاصة والتي أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح.
ووفق "رويترز" ستشعل أزمة الحرب في أوكرانيا التي تعد أكثر تدميرًا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، نقاشات حول المدى الذي ينبغي أن تعزز فيه القارة العجوز قدراتها العسكرية.
كما من المتوقع أن يتطرق القادة إلى مسألة الاعتماد الأوروبي على الولايات المتحدة لتعزيز أمنها، وكم يجب أن تنفق الحكومات على الدفاع.
كذلك ستناقش الوفود التداعيات العالمية بعيدة المدى للحرب في أوكرانيا، على قضايا تتراوح من إمدادات الطاقة إلى أسعار المواد الغذائية.
من جهة ثانية، سيتناول المؤتمر قضايا دولية كبيرة أخرى، خاصة العلاقات بين الغرب والصين.
الغياب الروسي
ولطالما كان مؤتمر ميونخ الأمني يعكس في بعض الأحيان مقياس العلاقات بين روسيا والغرب، وهذا العام طبعًا سيكون غياب القادة الروس ملحوظًا.
في هذا السياق، كشف رئيس المؤتمر والدبلوماسي الألماني المخضرم كريستوف هويسجن، أن المنظمين لم يوجهوا الدعوة لأي مسؤول روسي لأن بوتين "قطع علاقته بالحضارة".
وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع أن يحضر المؤتمر وفد أميركي بحجم غير مسبوق يضم إلى جانب هاريس وزير الخارجية أنتوني بلينكن وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.