أفاد مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية اليوم الجمعة، بأن المستشفى لم يتلقَّ أي استجابة لنداءات توفير سيارات إسعاف وإرسال وفود طبية لخدمة المصابين والمرضى في مناطق شمالي قطاع غزة.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول، بدأ الجيش الإسرائيلي الذي يشن عدوانًا على غزة منذ أكثر من عام اجتياحًا بريًا في شمال القطاع، وسط قصف مستمر وحصار وتجويع للسكان.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلًا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
مدير مستشفى كمال عدوان: أوضاع المرضى والجرحى تزداد صعوبة
وأكد أبو صفية صعوبة الوضع الصحي لنحو 200 مريض ومصاب في المستشفى.
وقال في مقطع مصور: "للأسف الشديد لم نحصل حتى اللحظة على أي موافقة من خلال منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية، على تشكيل فريق واختراق هذا الحصار المفروض على منظومتنا الصحية، وإدخال الوفود ذات التخصصات الجراحية ومستلزماتها الطبية ومركبات الإسعاف".
وأضاف أن أعدادًا كبيرة من المواطنين يتم استهدافهم ويتطلب إنقاذهم آليات وأدوات لإزالة الركام عنهم.
وتابع: "بدأت تسجل حالات المجاعة في مستشفى كمال عدوان عند الأطفال والكبار، حيث بدأت تظهر علامات الشحوب وسوء التغذية على المرضى".
ورغم الحصار الذي يفرضه الاحتلال، تحاول المستشفيات الثلاثة الرئيسية في محافظة شمال غزة: "كمال عدوان" و"الإندونيسي" و"العودة"، العمل بأقل الإمكانات وبطبيب واحد أو اثنين، وفي ظل نفاد مخزونها من الأدوية والمستلزمات الطبية، لتقديم الحد الأدنى من الخدمة للجرحى والمرضى.
كما تفاقم هذه الأوضاع، حالة العزلة التي فرضها الجيش الإسرائيلي على المحافظة بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت عنها.
"المرضى يموتون" في شمال غزة
من جهته، قال مراسل التلفزيون العربي إسلام بدر من مدينة غزة: إن المرضى في شمال غزة يموتون، ويتركون ليلقوا هذا المصير بشكل متعمد.
وأضاف أن الاحتلال اعتقل الأطباء المتخصصين القادرين على إجراء عمليات جراحية، وكان آخرهم طبيب العظام الوحيد في مستشفى كمال عدوان محمد عبيد الذي يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود.
وتابع أن أطباء آخرين اضطروا إلى النزوح من شمال القطاع إلى مدينة غزة، ما أجبر أطباء غير متخصصين على إجراء عمليات جراحية مركبة وخطيرة.
وبحسب مراسلنا، فإن جيش الاحتلال لا يمنع فقط إخراج وإجلاء هؤلاء الجرحى، بل يمنع أيضًا إدخال الوفود الطبية إلى المستشفيات حيث يرقدون.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.