انضم قطاع غزة إلى قائمة الأماكن الأكثر خطورة لممارسة العمل الصحفي منذ بدء الإبادة الجماعية، التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين.
ورغم ذلك، فقد تمكن الصحافيون من تأدية دور بارز في نقل المجازر التي ترتكب بحق الإنسانية، وهو ما دفع السلطات الإسرائيلية إلى استهدافهم وعائلاتهم أيضًا.
وفادي الوحيدي هو أحد هؤلاء، فهو مصور صحفي يعمل داخل قطاع غزة، وقد دفع ثمن ذلك من صحته.
بدأ فادي عمله الصحفي مشاركًا في تغطية الحرب وتوثيق الهجمات الإسرائيلية على المدنيين، حتى استهدفه جيش الاحتلال خلال تغطيته عملية التوغل العسكري في مخيم جباليا.
أُصيب فادي برصاصة قناص إسرائيلي في عنقه، وبعد خضوعه لعمليات جراحية عدة، تبيّن أن الرصاصة أصابته بشلل دائم. وعلى الرغم من علمه بتأخر حالته، ظل محتفظًا بروح معنوية عالية.
لكن حصل أن تدهورت حالته الصحية بعد مرور أكثر من شهر بسبب افتقاد المستشفيات إلى الأجهزة الطبية ونقص العلاجات والأدوية، فضلًا عن ندرة توفر الطعام فأصبح في حالة صعبة جدًا.
نداء على منصات التواصل وصمت دولي
ومع الوضع الصحي الصعب في غزة، انتفت الحلول الطبية فلجأت والدته إلى منصات التواصل الاجتماعي وأطلقت نداء استغاثة لإنقاذ ابنها من الموت، وأعلنت دخولها في إضراب عن الطعام إلى حين إعطاء نجلها فرصة للعلاج خارج غزة.
يأتي ذلك على الرغم من كون والدة فادي مصابة بمرض السرطان، وتعاني هي الأخرى من عدم توفر العلاج اللازم، كحال بقية مرضى السرطان في كامل القطاع المحاصر.
يذكر أن ثلاث منظمات دولية طالبت إسرائيل بالسماح بخروج فادي الوحيدي من قطاع غزة للعلاج، لكن لجنة حماية الصحافيين أشارت إلى أنهم لم يتلقوا ردًا إسرائيليًا، كما لم يُسمح لهم بتقديم المساعدة له.
أنقذوا فادي الوحيدي
وأطلق صحافيون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي وسم أنقذوا فادي الوحيدي، وأثار الوسم تفاعلًا كبيرًا على هذه المواقع.
فكتب الصحافي كرم حسان: "كونوا صوتًا لفادي ووالدته وكل أصوات الحقيقة في غزة، وشاركوا معنا في الضغط لعلاج فادي".
وعلّقت الباحثة والإعلامية هدى نعيم على الموضوع وقالت: "الصحافي فادي الوحيدي الذي قنصته آلة الحرب الإسرائيلية وجعلته طريح الفراش، يعاني من شلل كامل، لكنه يعطي العالم درسًا في الثبات والصبر".
من جهته، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده: "فادي الوحيدي مصور صحافي محترف ومعروف، وإسرائيل ترفض السماح له بالسفر للعلاج في الخارج. لا أحد يضغط على إسرائيل فالدم الفلسطيني رخيص والإعلام صامت".
وكتب عماد خيري يشير إلى أن 175 صحافيًا استشهدوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عام واحد.
وأضاف أن إطلاق النار على فادي الوحيدي وإصابته بالشلل تذكير وحشي بالجرائم التي تتجاوز أي سلوك بشري في التاريخ.
أمّا سحر عطية، فرأت أن "الشخص الوحيد الذي يخاف من الكاميرا هو المجرم الذي يحاول الهروب من العقاب. وأن قتل الصحافيين جريمة، والكيان الصهيوني يقتل الصحافيين عمدًا دائمًا". بحسب قولها.