اعتبر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الخميس، أن كولومبيا تفي بـ"التزاماتها" بشأن التحقيقات المتعلقة بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع المسلح الذي هز البلاد على مدى ستة عقود.
ويجري مكتب المدعي العام منذ 2004 تحقيقًا أوليًا في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت خلال النزاع المسلح في كولومبيا.
وكان الهدف هو دراسة خطر عدم محاكمة الوقائع في كولومبيا، أحد الأسباب التي تبرر تدخل المحكمة الجنائية الدولية الهيئة القضائية التي يتم اللجوء إليها كحل أخير.
"الوفاء بالالتزامات"
وقال المدعي العام كريم خان في مقر الحكومة الكولومبية بالعاصمة بوغوتا بحضور الرئيس إيفان دوكي: إنّ "كولومبيا على مستوى التزاماتها الدولية (...) ويسعدني أن أقول إنني أستطيع الانسحاب من الدراسة الأولية".
The ICC Prosecutor, @KarimKhanQC, decided to move beyond the preliminary examination of the situation in Colombia as a result of the undeniable progress made by the JEP and other Colombian judicial bodies in the fight against impunity. 📜https://t.co/xYZ4JhRJ6b
— Jurisdicción Especial para la Paz (@JEP_Colombia) October 28, 2021
وأشار المحامي البريطاني إلى أنه لاحظ خلال زيارته إلى كولومبيا أن المؤسسات "توفي بمسؤولياتها الدستورية" وأن "آلاف الأشخاص يخضعون للتحقيق".
وقال: إنّ "جهودًا حقيقية بذلت لسد ثغرة الإفلات من العقاب".
من جهته، رحب الرئيس دوكي بالاعتراف بـ "قوة مؤسسات" بلده. وقال: إنّ "كولومبيا برهنت على أن هناك محاكمات وأحكامًا وتعويضات، وقبل كل شيء هناك جهد مهم جدًا من أجل الحقيقة".
Agradecemos el reconocimiento del Fiscal de la @IntlCrimCourt, @KarimKhanQC, al esfuerzo de toda la institucionalidad que trabaja para garantizar mayor justicia y lucha contra la impunidad. Celebramos la apertura de una nueva etapa de relaciones gracias a la firma de este acuerdo pic.twitter.com/pcRPBzmGDt
— Iván Duque 🇨🇴 (@IvanDuque) October 28, 2021
اتفاق تعاون
وفي هذا السياق أعلنت المحكمة الجنائية الدولية توقيع "اتفاق تعاون" مع الحكومة يهدف إلى "دعم الجهود الوطنية من أجل القضاء الانتقالي" في ما وصفته الهيئة القضائية الدولية بأنه سابقة.
وأشاد خان بدور هذا "القضاء الخاص من أجل السلام" المنبثق عن اتفاق السلام التاريخي الموقع في 2016 بين الحكومة وحركة التمرد السابقة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك).
والرئيس دوكي من أشد المعارضين لاتفاق السلام هذا. ولكن حكومة الرئيس المحافظ تعهدت أمام المحكمة الجنائية الدولية "بضمان حصول القضاء الخاص من أجل السلام على المساحة التي يحتاجها للقيام بعمله"، وتأمين تمويل عام له من دون "أي تدخل سياسي"، حسب خان.
أحكام منتظرة
ومنذ 2017، وجهت المحكمة الخاصة اتهامات إلى قادة سابقين في "فارك" بخطف 21 ألف شخص على الأقل وتجنيد 18 ألف قاصر. كما اتُهم قياديون عسكريون بارتكاب عمليات قتل خارج إطار القضاء راح ضحيتها أكثر من 6400 مدني.
ويفترض أن تصدر الهيئة القضائية الكولومبية أحكامها الأولى في نهاية 2021 أو بداية 2022.
وتجري المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي، تحقيقات حول متهمين بارتكاب أخطر الجرائم التي تؤثر على المجتمع الدولي بأسره مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وتحاكمهم إذا اقتضى الأمر، عندما تكون المحاكم الوطنية غير قادرة أو غير راغبة في القيام بذلك.