أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس، أنّ أحد ألويته اختتم تمرينًا يحاكي عملية برية في لبنان، على بعد عدة كيلومترات من الحدود.
كما أعلنت تل أبيب أنّها حصلت على حزمة مساعدات أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار، لـ "دعم جهودها الحربية الحالية والحفاظ على تفوّقها العسكري النوعي في المنطقة".
يأتي ذلك في وقت يستمرّ العدوان الإسرائيلي "الأعنف" على لبنان منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لليوم الرابع على التوالي، بينما يُواصل "حزب الله استهداف مواقع الاحتلال وقواعده العسكرية.
وفي اليومين الماضيين، تحدّث أكثر من مسؤول عسكري إسرائيلي، بينهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، عن استعداد جيش الاحتلال لشنّ عملية برية في لبنان.
وفي هذا الإطار، قال جيش الاحتلال في بيان: "اختتم، هذا الصباح، تمرين مجموعة القتال اللوائية 7 بقيادة المركز الوطني للتدريبات البرية"، مضيفًا أنّ التمرين "أُجري على بعد عدة كيلومترات عن الحدود اللبنانية وتدرّبت خلاله القوات على القتال وسط تضاريس وعرة وجبلية".
وأضاف: خلال التمرين "رفعت القوات مستوى أهليتها العملياتية واللوجستية للتعامل مع سيناريوهات القتال المختلفة على أرض العدو الشمالي"، وفق تعبيره.
وخلال الأشهر الماضية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إجراء تدريبات مماثلة لوحدات أخرى تابعة له.
115 اعتداء على لبنان
ومنذ صباح الإثنين الماضي، يشنّ جيش الاحتلال "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام.
وقد سجّلت لجنة الطوارئ الحكومية خلال اليوم الخميس، نحو 115 اعتداء في أنحاء متفرقة من البلاد، ما أدى إلى سقوط 60 شهيدًا و81 جريحًا في حصيلة غير نهائية.
كما ذكرت هيئة الطوارئ اللبنانية، أنه تم تسجيل 1540 شهيدًا و5410 جرحى منذ بداية الاعتداء الإسرائيلي الموسع.
في المقابل، أعلن "حزب الله" أنه قصف مدينة صفد المحتلة بـ80 صاروخًا، ومستعمرة أحيهود بـ50 صاروخًا، ومستعمرة كريات آتا بـ50 صاروخًا.
كما أشار إلى تصدّيه لطائرتين حربيتين إسرائيليتين جنوب لبنان، وإجبارهما على مغادرة الأجواء، إلى جانب استهدافه مواقع عسكرية شمال إسرائيل.
وأفاد "حزب الله" في بيانات منفصلة، باستهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو بصليات من الصواريخ، والمقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياطي فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد بصليات من الصواريخ، ومستعمرة كريات شمونة بصليات من صواريخ "فلق 2"، ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصليات من الصواريخ، ومستعمرة كريات موتسكين بصليات من الصواريخ.
كما أعلن أنه شنّ هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة شمشون، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها.
ويُعتبر هذا الاستهداف الثاني للقاعدة منذ الثلاثاء، حيث كان الأول بواسطة صواريخ فادي 3، التي أدخلها الحزب للمرة الأولى منذ بدء المواجهات في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف "حزب الله"، أنّ هذه الاستهدافات تأتي "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه".
من ناحيتها، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأنّ جيش الاحتلال رصد إطلاق 150 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل منذ صباح اليوم.
إلى ذلك، صادق وزير الأمن يوآف غالانت على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن اليوم الخميس، اغتيال قائد الوحدة الجوية في "حزب الله" اللبناني محمد حسين سرور في غارة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأمر الذي لم يؤكده أو ينفيه الحزب.
مساعدات عسكرية أميركية لإسرائيل
في سياق متصل، أعلنت تل أبيب حصولها على حزمة مساعدات أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار، تشمل 3.5 مليار دولار مخصّصة لمشتريات أساسية تتعلّق بالمجهود الحربي تسلمتها إسرائيل بالفعل وخصّصتها لمشتريات عسكرية مهمة، و5.2 مليار دولار مخصّصة لأنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ ونظام ليزر متطور.
وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية في بيان، إنّ "هذا الاستثمار المهم سيُعزّز بشكل كبير أنظمة حيوية مثل القبة الحديدية ومقلاع داود، مع دعم التطوير المستمر لمنظومة دفاع قوية تعمل بالليزر في مرحلة تطوير متقدّمة".
وأضافت أنّ الاتفاق يؤكد "الشراكة الإستراتيجية القوية والدائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة والالتزام الصارم بأمن إسرائيل"، على حد تعبيرها.
