تمكنت أوكرانيا من إحباط هجوم إلكتروني روسي، استهدف أحد أكبر منشآتها للطاقة، وذلك بالتزامن مع توقع كييف شن موسكو هجومًا عسكريًا كبيرًا في الشرق، في إطار عمليتها العسكرية المستمرة منذ 49 يومًا.
وأكدت "عناصر الإطفاء الإلكتروني" التابعة لـ"فريق الاستجابة لطوارئ الكمبيوتر" الأوكراني أنّ مجموعة "ساندوورم" نفذت الهجوم، وتضم قراصنة على ارتباط بأجهزة المخابرات الروسية.
وأوضحت الوكالة الحكومية أن الهجوم كان يهدف إلى حرمان "ملايين" الأوكرانيين من الكهرباء، وكان من المقرر أن يضرب على موجتين، إذ وقع الهجوم الأول في فبراير/ شباط الماضي، والثاني الذي جرى إحباطه، كان مقررًا في 8 أبريل/ نيسان الماضي.
وبحسب المسؤول الأوكراني الكبير فيكتور جورا، فإن البرنامج الخبيث التابع للمجموعة؛ نجح في اختراق نظام إدارة شبكة المنشأة، إلا أنه لم يتسبب في أي انقطاع للتيار الكهربائي.
ولفت جورا خلال مؤتمر صحافي، إلى أنه جرى استخدم برنامج خبيث يسمى "اندستروير2" لتنفيذ الهجوم، وهو نسخة محدثة من برنامج خبيث جرى استخدامه في ديسمبر/ كانون الأول 2015 ضد المنشآت الكهربائية في البلاد، ما حرم مئات آلاف المنازل الأوكرانية من الكهرباء.
بدوره، أكد نائب وزير التنمية الرقمية الأوكراني فريد سفروف، خلال المؤتمر الصحافي المذكور، أن التقدم الذي أحرزته البلاد في مجال الدفاع الإلكتروني مكّنها من توقع الهجوم، مع الاعتراف باستحالة "حماية النظام بنسبة 100%".
وسبق أن كشفت "غوغل" المملوكة لشركة "ألفابت" في 8 مارس/ آذار الماضي، أن قراصنة إنترنت روسًا معروفين لدى خبراء أمن الإنترنت منخرطون في عمليات تجسس، يشنون هجمات إلكترونية على أهداف أوكرانية وأخرى تابعة لحلفاء أوروبيين لأوكرانيا.
حرب إلكترونية مستمرة
وفي الأيام التي سبقت الهجوم الروسي الذي انطلق فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، أكدت أوكرانيا تعرضها لهجمات إلكترونية "مستمرة" ومتصاعدة، منعت الدخول إلى عدة مواقع حكومية مؤقتًا، بينها مواقع البرلمان ووزارة الخارجية والأجهزة الأمنية.
وعانت أوكرانيا قبل بدء الحرب عليها، من سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي ألقت كييف باللوم فيها على روسيا. وتنفي موسكو الوقوف خلفها.
لكن في الأيام الثلاثة الأولى التي أعقبت الهجوم على أوكرانيا، زادت الهجمات الإلكترونية ضد القطاعات العسكرية والحكومية الأوكرانية بنسبة 196%.
وإلى الآن تستمر أوكرانيا في تحمل وابل من الهجمات عبر الإنترنت، يستهدف معظمها حكومتها وجيشها، وفقًا لبيانات في "تشيك بوينت سوفتوير تكنولوجيز".
كما أن الإنترنت في أوكرانيا لا يزال سليمًا إلى حد كبير، مما يسمح لملايين الأشخاص الذين بقوا في البلاد بإيصال أصواتهم للعالم، وتغذية حركة عالمية داعمة لأوكرانيا.
ولسنوات، توقّع خبراء الأمن السيبراني أن اللقطات الأولى للحروب الحديثة ستؤخذ في الفضاء الإلكتروني، مع قيام الدولة الغازية بإضعاف قوة خصمها على التواصل وإذكاء الفوضى من خلال القضاء على الإنترنت.
إلا أن هذا لم يحدث في أوكرانيا، وبدلًا من ذلك، شنّت روسيا هجمات إلكترونية، بما في ذلك اختراق شبكة مزوّد الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في بداية الهجوم، وتقويض خدمات شركة "أوكرتيليكوم" المزوّدة للهواتف والإنترنت.
ورغم ذلك، كانت الهجمات أصغر وأقل تدميرًا مما توقّعه العديد من الخبراء.