الأحد 15 Sep / September 2024

أول اختبار انتخابي لآبي أحمد.. إثيوبيا تقترع على وقع مجاعة تيغراي

أول اختبار انتخابي لآبي أحمد.. إثيوبيا تقترع على وقع مجاعة تيغراي

شارك القصة

الانتخابات في إثيوبيا
يُعتبر السجين السياسي السابق برهانو نيجا مرشّحًا بارزًا في هذه الانتخابات (غيتي)
بعد أن تقرّر إجراؤها في أغسطس 2020، أُرجئت الانتخابات في إثيوبيا مرتين بسبب جائحة كوفيد-19 بداية، ومن ثمّ بسبب صعوبات لوجستية وأمنية.

بدأ الإثيوبيون اليوم الإثنين التصويت في انتخابات عامّة وتشريعية وصفتها الحكومة بأنها "أول اقتراع حر"، وسط مراقبة دولية على خلفية شكوك حول صدقيتها، وفي ظل أزمة المجاعة في منطقة تيغراي التي تشهد حربًا في شمال البلاد.

ويُشكّل هذا الاقتراع أول اختبار انتخابي لرئيس الوزراء آبي أحمد (44 عامًا)، الذي وعد لدى تسلّمه السلطة عام 2018 أن يجسّد التجدّد الديمقراطي، بعد عقود من الحكم القمعي في ثاني أكثر بلدان إفريقيا تعدادًا للسكان.

وغرّد آبي بعد لقاء، خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع أحزاب معارضة في أديس أبابا: "إثيوبيا ستنتصر! حظًا سعيدًا للجميع!".

تيغراي: مجاعة ولا انتخابات 

وبعد أن تقرّر إجراؤها في أغسطس/ آب 2020، أُرجئت الانتخابات مرتين بسبب جائحة كوفيد-19، ومن ثمّ بسبب صعوبات لوجستية وأمنية.

وتسجّل نحو 38 مليون ناخب، إلا أن الكثير منهم لن يقترعوا؛ إذ إن الانتخابات لن تُنظّم في خُمس الدوائر الانتخابية في البلاد البالغ عددها 547.

وستُقام الانتخابات في غالبية هذه المناطق التي تشهد أعمال عنف أو تمردًا مسلحًا أو مشاكل لوجيستية، في السادس من سبتمبر/ أيلول.

إلا أن أي موعد لم يحدد لإجراء الانتخابات في دوائر إقليم تيغراي الثماني والثلاثين. ففي هذه المنطقة التي تشنّ فيها الحكومة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 عملية عسكرية، وُثّق "وقوع فظائع"، فيما تُهدّد المجاعة أكثر من 350 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.

ازدحام مرشّحين

ويتنافس في الانتخابات 40 حزبًا. ويُعدّ حزب "الرخاء" برئاسة آبي أحمد هو الأوفر حظًا في ساحة مزدحمة بالمرشّحين (9500 مرشح)، معظمهم من أحزاب أصغر تقوم على أسس عرقية.

كما يُعتبر السجين السياسي السابق برهانو نيجا مرشّحًا بارزًا، لكن حزبه "المواطنون الإثيوبيون للعدالة الاجتماعية" واجه صعوبات لجذب الناخبين خارج المدن.

وفي إثيوبيا، ينتخب النواب رئيس الوزراء الذي يدير الحكومة، فضلًا عن الرئيس وهو منصب شرفي.

وكان الائتلاف الحاكم وحلفاؤه فازوا بكل المقاعد في الانتخابات السابقة وعددها 547. ويصل عدد الناخبين المؤهلين للتصويت في الانتخابات الحالية إلى أكثر من 37 مليون شخص من بين عدد السكان البالغ 109 ملايين.

"نريد السلام"

وبدأ الناخبون في التوافد على مراكز الاقتراع في العاصمة قبل بدء التصويت في الساعة السادسة صباحًا.

أما في أديس أبابا ومدينة بحر دار في شمال غرب البلاد عاصمة إقليم أمهرة، ففتحت مراكز الاقتراع بتأخّر بسيط عن الساعة السادسة بالتوقيت المحلي كما كان مقررًا أساسًا.

وفي مراكز الاقتراع تُرشد الملصقات الناخبين حول إجراءات التصويت، حيث دُعي المقترعون إلى وضع بطاقة في صندوقين: البنفجسي للانتحابات التشريعية والأخضر للانتخابات المحلية.

وقال ميليون جيبرزيابير (45 عامًا) الموظف في وكالة سفريات أمام مركز اقتراع في حي أواريه في أديس أبابا: "أصوّت لكي أشهد تحوّلًا في بلادي. هذه الانتخابات مختلفة. يمكن الاختيار بين أحزاب سياسية عدة. في الماضي هذا الأمر لم يكن متوافرًا".

من جهته، قال مرقس غاشو (25 عامًا): "أنا سعيد للغاية. صوّتنا لمن نريد وهذا أمر غير مسبوق. هوية الفائز لا تهم نريد السلام ويجب المحافظة عليه".

المعارضة تقاطع والنتائج تتخطّى الحدود

وفي بعض الدوائر، ولا سيما في منطقة أوروميا أكثر مناطق البلاد تعدادًا للسكان، تقاطع أحزاب معارضة التصويت احتجاجًا على سجن قادتها أو للتنديد بصدقيتها.

وطرح مراقبون تساؤلات حول صدقية هذه الانتخابات ولا سيما الولايات المتحدة، معربين عن قلقهم من استبعاد عدد كبير من الناخبين واعتقال مسؤولين في المعارضة.

وقد يتجاوز صدى نتائج الانتخابات حدود إثيوبيا. فالبلد الواقع في منطقة القرن الإفريقي يملك ثقلًا دبلوماسيًا في المنطقة المضطربة وله قوات لحفظ السلام في الصومال والسودان وجنوب السودان، كما يُعدّ أحد أكبر الاقتصادات الواعدة في العالم.

كما سيُراقب جيران إثيوبيا وخصومها هذه الانتخابات عن كثب، لا سيما السودان ومصر اللتان تتواجهان مع أديس أبابا حول سد النهضة.

ومن المقرر أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
Close