الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مأساة قد تتكرر.. قصة المجاعة التي أودت بحياة مليون إثيوبي عام 1984

مأساة قد تتكرر.. قصة المجاعة التي أودت بحياة مليون إثيوبي عام 1984

شارك القصة

في سبتمبر 1984، كان الإقليم يسجّل 100 وفاة يوميًا جراء الجوع.
في سبتمبر 1984 كان الإقليم يسجّل 100 وفاة يوميًا جراء الجوع (أرشيف - غيتي)
في الثمانينيات ضربت المجاعة إثيوبيا إثر موجة جفاف شديدة، تزامنت مع حملة لتقييد إمدادات الغذاء لتجويع المتمرّدين في الشمال، فما تعرف عن مجاعة 1984؟

حذّرت الأمم المتحدة، خلال اجتماع مُغلق لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء، من أن المجاعة في منطقة تيغراي يُمكن أن تمتدّ إلى أقاليم أخرى في إثيوبيا، وبالتالي تُهدّد بتكرار مجاعة 1984 المدمّرة التي قضت على مليون شخص.

وفي منتصف الثمانينيات، ضربت المجاعة إثيوبيا إثر موجة جفاف شديدة، تزامنًا مع حملة من نظام منغستو هيلا مريام لتقييد الإمدادات الغذائية، بهدف تجويع المتمرّدين في الشمال (جبهة تحرير شعب تيغراي)، والتهجير القسري للسكان.

شرّدت حكومة اثيوبيا السكان قسرًا باتّجاه الجنوب.
شرّدت حكومة إثيوبيا السكان قسرًا باتّجاه الجنوب (أرشيف - غيتي)

ودعت منظمة "أطبّاء بلا حدود" في أثناء الأزمة إلى توزيع الغذاء العاجل على 25 ألف شخص في كوريم. وفي أغسطس/ آب 1984 وصل معدل الوفيات إلى 50 شخصًا في اليوم، بينما كان الآلاف ينتظرون توزيع الأغذية. واستغرقت الحكومة الإثيوبية أشهرًا لتعترف بأنّها حالة "مجاعة".

في سبتمبر/ أيلول من ذلك العام، وصلت أول دفعة من الصحافيين لتوثيق ما يحصل في تيغراي، مع ارتفاع معدل الوفيات الذي سجّل 100 وفاة يوميًا جراء الجوع. وفي أكتوبر/ تشرين الأول وثّق مراسل شبكة "بي.بي.سي." البريطانية مايكل بويرك المجاعة، ووصفها بأنها "أقرب ما يكون إلى الجحيم على الأرض".

المجاعة في اثيوبيا 1984
في أغسطس 1985 رفضت سلطات مريام طلب المنظمة بإنشاء مركز لتغذية 8 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية ومعرّضين لخطر الموت (أرشيف - غيتي)

وصدم التقرير بريطانيا، وحفّز مواطنيها على إغراق وكالات الإغاثة، مثل منظمة "إنقاذ الطفولة"، بالتبرّعات.

وفي نوفمبر 1984، نفّذت القوات الجوية الملكية البريطانية أولى عمليات الإنزال الجوي لتوصيل الطعام إلى الجياع. كما شاركت دول أخرى مثل السويد، وألمانيا الغربية، وبولندا، وكندا، والولايات المتحدة، والاتحاد السوفياتي في الاستجابة الدولية للأزمة.

وأثارت صور الموتى والأطفال الجياع حملة تضامن هائلة حول العالم، بلغت ذروتها في 13 يونيو/ حزيران 1985 مع سلسلة حفلات غنائية "لايف إيد" لجمع التبرّعات، نُظّمت بشكل متزامن في عدة مدن كبيرة بمبادرة من المغني الإيرلندي بوب غيلدوف.

مادونا خلال احيائها حفلات غنائية "لايف إيد" لجمع التبرّعات من أجل اثيوبيا.
مادونا خلال إحيائها حفلات غنائية "لايف إيد" لجمع التبرّعات من أجل إثيوبيا (أرشيف - غيتي)

وأفادت أرقام الأمم المتحدة بأن المجاعة التي تحوّلت إلى كارثة في الشمال، وخصوصًا في مدينة وولو، أدت إلى وفاة مليون شخص؛ حيث كانت غالبية الوفيات من مقاطعة تيغراي ومنطقة أمهرة وأجزاء أخرى من شمال إثيوبيا.

ومات الإثيوبيون من الجوع إضافة إلى الأمراض والتعرّض للبرد، نظرًا لأن عددًا كبيرًا منهم هُجّر من منزله وبات بلا مأوى.

التهجير القسري للاثيوبيين
في منتصف الثمانينيات ضربت المجاعة إثيوبيا إثر موجة جفاف شديدة، تزامنًا مع حملة من نظام منغستو هيلا مريام لتقييد الإمدادات الغذائية بهدف تجويع المتمرّدين في الشمال (أرشيف - غيتي)

ومع إقدام الحكومة على تشريد السكان قسرًا باتّجاه الجنوب، وتحويل المساعدات الإنسانيّة من الشمال إلى الجنوب، لم تستطع منظمة "أطبّاء بلا حدود" تقديم المساعدة إلى السكان كما يجب.

وفي أغسطس/ آب 1985، رفضت سلطات مريام طلب المنظمة بإنشاء مركز لتغذية 8 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية ومعرّضين لخطر الموت. عندها قرّرت الطواقم الطبية التابعة للمنظمة التحدّث علانيةً واستنكار الترحيل القسري للسكان وتحويل المساعدات عن وجهتها الأصليّة. وانتهى الأمر بالعاملين في المنظمة إلى الطرد من البلاد في ديسمبر/ كانون الأول.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، صحافة أجنبية