حذر تقرير استخباراتي أميركي من وقوع أفغانستان في يد حركة طالبان بحال خروج القوات الأميركية قبل الوصول إلى اتفاق مع الحكومة الأفغانية في مفاوضات السلام الجارية.
في المقابل، تهدد الحركة باستئناف هجامتها ضد القوات الأجنبية بحال عدم التزامها الانسحاب من البلاد.
ولم يعط الرئيس الأميركي جو بايدن أي تأكيد حول موعد خروج قواته من أفغانستان، الأمر الذي قد يؤثر على المحادثات القائمة.
وقال بايدن: "سيكون من الصعب الالتزام بالموعد النهائي المنصوص عليه في الاتفاق"، الذي يشترط أيضاً رحيل نحو 7 الآف عسكري من قوات التحالف.
يُذكر أن اتفاق الدوحة للسلام في أفغانستان نص على انسحاب القوات الأميركية في مطلع مايو/ آيار القادم.
لاضمانة
ينفي محمد نعيم المتحدث باسم طالبان وجود أي تهديد من قبل الحركة، موضحاً أن طالبان مصممة على حرية أفغانستان واستقلال الشعب، انطلاقاً من اتفاق الدوحة، مشيرًا الى أن هذا ما عزمت عليه الحركة بنضالاتها منذ 20 عاماً. ويشدد على أن عدم التزام الطرف المقابل هو ما يخلق المشاكل حاليًا.
ويؤكد نعيم لبرنامج "للخبر بقية" عبر "العربي" أن قرار الانسحاب الأميركي كان ثمرة نقاشات مطولة استغرقت 18 شهراً.
أما بخصوص تأجيل الانسحاب إلى الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، فيعتبر نعيم أن لا وجود لضمانة حول هذا الأمر خاصة في ظلّ تخلف أميركا عن الموعد الأول.
"بايدن لم يتهرب"
مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق مارك كيمت يقول إنه ما لم يكن هناك معاهدة وافق عليها مجلس الشيوخ الأميركي فإن الرئيس لا يستطيع أن يلتزم بقرار سلفه.
ويضيف كيميت: "الرئيس بايدن لم يتهرب من الاتفاقية، إنما الولايات المتحدة تحتاج لوقت إضافي طالما أن طالبان لم تثبت بأن بإمكانها الالتزام بتعهداتها لمنع البلاد من العودة إلى استقبال الإرهاب. ووجود داعش وغيرها من المجموعات هو خير دليل".
ويشير كيمت الى قول بايدن بأن هناك أسبابًا تكتيكية بالإضافة لأسباب استراتيجية لقرارته،
تكرار الخطأ ذاته
يعتبر الدكتور ابراهيم فريحات المتخصص بالنزاعات الدولية في معهد الدوحة أن هناك مشكلتين رئيسيتين في هذا الملف، الأولى هي عدم التزام الولايات المتحدة بالاتفاقيات التي توقع عليها، لافتًا الى أن الاتفاق النووي الإيراني مثال على هذا الأمر.
أما المشكلة الثانية بحسب فريحات فهي أن أميركا "تدخل الاتفاقيات الدولية منحازة لطرف دون الأخر، بل وتهمل الطرف الثاني من الاتفاقيات على سبيل المثال في الاتفاق النووي نفسه حرمت أميركا شركاءها الأساسيين في الخليج من أن يكونوا جزءاً رئيسياً في هذه المحادثات".
ويشير فريحات الى أن واشنطن "كررت الخطأ نفسه اليوم بالدخول في محادثات مع طالبان من دون أن تشرك حكومة كابول فيها".