على الرغم من الإنجازات الكبرى التي تحققها النساء في المجالات كافة ومنها الرياضة، تصطدم اللاعبات الرياضيات في بعض الأحيان بتصريحات واتهامات مثيرة للجدل مبنية على أسس تمييزية جنسيًا وجندريًا تصب أحيانًا في خانة التنمر.
وقد وضع التشكيك في جنس حارسة مرمى المنتخب الإيراني زهرة قدي من قبل الاتحاد الأردني لكرة القدم، ملف الإساءة للنساء في بقعة الضوء من جديد، معيدًا معه أبرز التصريحات الغريبة في حق الرياضيات.
اتهام زهرة قدي بأنها رجل
فقد دعا الاتحاد الأردني لكرة القدم الاتحاد الآسيوي للعبة الأسبوع الماضي، إلى التحقق من جنس حارسة منتخب إيران للسيدات زهرة قدي، البالغة من العمر 32 عامًا، مستندًا إلى "أدلة مقدمة، ونظرًا لأهمية هذه المسابقة". عقب مشاركتها في مباراة نهائي تصفيات كأس آسيا، التي فازت بها إيران على الأردن.
فأتى الردّ من الاتحاد الآسيوي الذي أكّد أن نتائج التحقيق أثبتت أن جنس اللاعبة الإيرانية أنثى، وخاطب الاتحاد الأردني لكرة القدم بالنتيجة النهائية حول الشكوى المقدمة، بحسب وسائل إعلام أردنية.
وبعد كل هذه البلبلة، تعهّدت قدي بمقاضاة الاتحاد الأردني لكرة القدم "المتنمّر".
أجبرت على خلع ملابسها لإثبات أنها أنثى
ولعلّ ما حصل مع زهرة قدي كان أقل وطأة مما حصل مع لاعبة كرة القدم من ملاوي، حيث كشفت تابيثا شاوينجا بشهر أغسطس/ آب الفائت، أنها أُجبرت على خلع ملابسها في الأماكن العامة خلال إحدى المباريات، لإثبات أنها أنثى.
فخلال مقابلة لها مع صحيفة "الغارديان" البريطانية قالت شاوينجا:"لا أريد أن يُواجه الآخرون الشيء نفسه.. أُطالب مسؤولي كرة القدم في ملاوي بتقديم ضمانات لحماية النساء من الانتهاكات وسوء المعاملة على جميع مستويات اللعبة".
وشرحت اللاعبة، البالغة من العمر 25 عامًا، أنه في عمر الثالثة عشرة، شاركت في مباراة كرة قدم مع فريق مدرسة للفتيات، لكنّها أُجبرت على خلع ملابسها أمام الفريق المنافس لتُثبت أنها فتاة، وذلك بسبب مظهرها الجسدي وجودة أدائها.
UNSUNG HEROS: TABITHA CHAWINGA. P2 Since moving abroad, Tabitha has been exceptional. B4 ē start of ē current #CWSL season, ē 5ft 7In Striker has scored 112 leagues goals in about 76 games, that’s 1.4 goals/game. No 🇲🇼 player ever, Male or Female has had a better return . pic.twitter.com/FPIVPKTRZY
— 11/06/21 MESSI COMPLETED FOOTBALL (@ZizwaJames) September 19, 2020
كما وتعرّضت لحادث مماثل في أول خطوة لها في مسيرتها الاحترافية في كرة القدم. حيث طُلب منها خلع ملابسها على أرض الملعب، خلال مباراة في كأس الرئاسة للسيدات في وطنها الأم.
وردًا على ذلك، قدّم ناديها شكوى إلى اتحاد كرة القدم في ملاوي، لكنه لم يتلق ردًا. كما أشارت شاوينجا إلى أنها لم تتناول القضية مع السلطات لأنها كانت صغيرة جدًا، لكنها تريد الآن التحدث علنًا.
وأردفت: "عندما جُرّدت من ثيابي، كنت صغيرة ولم أكن أعرف حقوقي. أن تكون مختلفًا ليست نهاية العالم. هكذا وُلدت وأنا أعلم أنني خليقة الله. لا أستطيع تغيير شكلي".
رئيسة تنزانيا: "لاعبات كرة القدم صدورهن مسطحة"
ولم تسلم الرياضيات من التصريحات التمييزية وهذه المرة من امرأة سياسية بارزة، بحيث قالت رئيسة تنزانيا سامية حسن في شهر أغسطس/ آب الماضي إن لاعبات كرة القدم في بلدها لديهن "صدور مسطحة" ولا يتمتعن بما يكفي من الجاذبية كي يتزوجن.
وجاءت تعليقات سامية حسن خلال استقبال منتخب تنزانيا لكرة القدم للرجال تحت سن 23 عامًا، في مقرّ الرئاسة في مدينة دار السلام.
وخلال اللقاء صرحت حسن بأن لاعبات كرة القدم في بلادها هن مصدر فخر لنيلهن الجوائز، إلا أن بعضهن ليس لديهن فرصة في الزواج بسبب مظهرهن.
ولم تكتف الرئيسة (61 عامًا) بهذا الحدّ بل تابعت قائلة إن بعض الرياضيات متزوجات، غير أن غالبيتهن عزباوات "وبالنسبة لما هن عليه، الحياة الزوجية مجرد حلم".
وتعرضت حسن لوابل من الانتقادات اللاذعة بسبب تصريحاتها هذه، أبرزها من رئيسة القسم النسائي في حزب "شادما" المعارض، كاثرين روج التي ندّدت بكلام رئيسة البلاد معتبرة أنه إهانة لجميع النساء.
أما المثير للاستغراب في هذه الواقعة، فهو أن سامية حسن، هي أول امرأة تتولى الرئاسة في تنزانيا. وقد كشفت في إحدى لقاءاتها مع هيئة الإذاعة البريطانية بأن البعض شكّك في قدرتها على تولي المنصب لأنها امرأة.
من هي #سامية_صلوحي أول رئيسة لـ #تنزانيا؟#أنا_العربي @AnaAlarabytv pic.twitter.com/1DuGvsWEmX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 19, 2021
التنمر يدفع سيدني ليرو إلى الهجرة
وكشفت والدة لاعبة كرة القدم سيدني ليرو عن تجربة ابنتها الصعبة في كرة القدم الكندية قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة، التي فازت معها بلقب الأولمبياد وكأس العالم للسيدات.
بحيث ذكرت الوالدة في تقرير لصحيفة "الغارديان" نشر اليوم الجمعة، أن بيئة التدريب السامة في فانكوفر أجبرت ابنتها على الاختيار عندما كانت مراهقة بين ترك كرة القدم كليًا أو الانتقال إلى الولايات المتحدة لمتابعة مهنة في مسقط رأس والدها.
فقد كانت ليرو حارسة مرمى ناجحة في الدوري الكندي للسيدات في ذلك الوقت، إنما بحسب رواية الأم كان المدرب بوب بيراردا "سيئ السمعة"، والذي تم تسريحه لاحقًا من منصبه المزدوج بصفته مدربًا لفريقي فانكوفر وفريق ايتكابس وفرق كندا تحت 20 سنة عام 2008 بعد مزاعم بسوء المعاملة.
واستذكرت ليرو كيف أخبرتها ابنتها عن رحلة إلى تكساس أثناء التدريب مع فريق كندا تحت سن العشرين عام 2004، حيث كان بيراردا مساعدًا لمدرب فريق كندا آنذاك. وقد استدعى الأخير اللاعبات إلى غرفته بالفندق لعقد اجتماعات فردية معهن.
وتردف الوالدة للصحيفة البريطانية: "اتصلت بي سيدني وقالت، أمي، بوب يجعلنا نذهب إلى غرفته كل فتاة لوحدها. خرجت إحداهن وقالت لنا إنه مقزز. قال لها كم أنها جميلة. مشدّدةً على أنه كان مخيفًا للغاية".
وبعد تكرار حوادث مماثلة كشفت تحقيقات داخلية عن سلوكه "الفظيع". وتم القبض عليه العام الماضي في فانكوفر بست تهم تتعلق بالاستغلال الجنسي، وتهمتين بالاعتداء الجنسي، وتهمة واحدة لإغراء الأطفال على مدى 20 عامًا بين عامي 1988 و2008. هو الآن حر بسند كفالة.
Sandi Leroux says allegations of bullying and abuse around the Vancouver Whitecaps and Canada’s youth teams were well known – and not dealt withhttps://t.co/Uiwnr1kiki
— SEWomen (@SEW_women) November 19, 2021
أما قصة سيدني فلم تنته عند هذا الحد، بل تكمل الوالدة أن ابنتها كانت تتعرض للمضايقة من قبل اللاعبين وكانت تعود إلى المنزل تبكي كل ليلة قائلة:" أمي إذا كان هذا هو الحال، لا أريد أن ألعب كرة القدم بعد الآن".
كما أخبرت سيدني والدتها أنها إذا لم تستطع الانتقال إلى الولايات المتحدة، فسوف تترك كرة القدم نهائيًا.
ترمب يسخر من فريق كرة القدم
وفي الولايات المتحدة، وعقب عودتهن من أولمبياد طوكيو 2020، وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فريق كرة القدم للسيدات بأنه "مجموعة متطرفة من اليساريين المجانين" في تصريح غريب بعد خسارة الفريق الميدالية الذهبية.
وكان منتخب الولايات المتحدة للكرة النسائية قد خسر بنتيجة 1-0 أمام كندا في الدور نصف النهائي في أولمبياد طوكيو، ولم يتمكن إلا من الفوز بميدالية برونزية بعد تخطي منتخب استراليا 4-3.
وقال ترمب في بيان: "لو لم يسقط فريق كرة القدم لدينا، بقيادة مجموعة متطرفة من اليساريين المجانين، لكنا فزنا بالميدالية الذهبية بدلًا من البرونزية".
وذهب الرئيس السابق إلى حد استخدام تعابير مسيئة انتقد فيها مظهر اللاعبات حيث قال: "المرأة ذات الشعر الأرجواني لعبت بشكل رهيب وتقضي الكثير من الوقت في التفكير في سياسات اليسار الراديكالي ولا تقوم بعملها".