في يوم "القدس العالمي"، أعلنت إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 250 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الرابعة من شهر رمضان في المسجد الأقصى وأقيمت الصلاة وسط إجراءات إسرائيلية مشددة.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات أمنية إلى محيط المسجد الأقصى وأغلقت بعض الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة حتى ساعات العصر. ويخشى الاحتلال تصعيدًا جديدًا تزامنًا مع إحياء يوم القدس العالمي.
ويشير مراسل "العربي" في القدس أحمد جرادات إلى أن خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري ركز في خطبته على أن هذا العدد الكبير من المصلين يوجه رسالة إلى الطامعين والمقتحمين، مشددًا على أن الأقصى غير قابل للتفاوض.
كما تعتبر هذه الجمعة كما أيام الجمعة الأخرى في رمضان فرصة لآلاف من أهالي الضفة الغربية المحرومين من زيارة القدس، حيث تشترط سلطات الاحتلال في الأيام العادية تصاريح خاصة، بحسب المراسل.
مسيرة في "يوم القدس العالمي"
ولإحياء "يوم القدس العالمي" الموافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ولرفض الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، شارك مئات الفلسطينيين بمدينة غزة في مسيرة بعد ظهر اليوم الجمعة.
وشارك في المسيرة عدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية وأبرزها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
وخلال المسيرة، قال لؤي القريوتي القيادي في "الجبهة الشعبية – القيادة العامة"، في كلمة نيابة عن الفصائل الفلسطينية: "إن معركة القدس والمسجد الأقصى هي معركة الأمة العربية والإسلامية، والمقاومة حاضرة دومًا للدفاع عن الأقصى".
250 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الرابعة من شهر #رمضان في #المسجد_الأقصى وسط إجراءات إسرائيلية مشددة#القدس pic.twitter.com/EsAlkvsVn2
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 14, 2023
واعتبر القريوتي أن الهدف من يوم القدس العالمي هو "الحفاظ على إحياء القضية الفلسطينية المُعرضة للتصفية".
وأضاف: "ترابط الساحات في مواجهة الاحتلال، وتكامل أدوار المقاومة هو دليل حتمي على قرب طرد المحتل وزواله، وإن أي معركة قادمة ستحمل في طياتها الكثير من المفاجآت".
دعوة لإعادة بناء البيت الفلسطيني
كما دعا القريوتي إلى "إعادة بناء البيت الفلسطيني الداخلي، وتوحيد الجهود من أجل تحقيق المصالحة المبنية على الشراكة الحقيقية".
وقال: "ما نعيشه حاليًا من بداية تشكل عالم متعدد الأقطاب يحتم علينا أن نضع خلافاتنا جانبًا خدمة لشعبنا، وأن نعمل لنوظف هذه التحولات في خدمة قضيتنا واسترجاع كامل حقوقنا".
من جهتها، قالت حركة حماس في بيان أصدرته بمناسبة يوم القدس: إن تحرير القدس والأقصى مسؤولية تتشارك فيها فلسطين والأمة.
ورأت الحركة، أن "يوم القدس" يمثل "فرصة لتوحيد جهود الأمة في دعم صمود المقدسيين والمرابطين والمدافعين عن قبلة المسلمين الأولى"، داعية إلى "حشد كل الطاقات لمزيد من التضامن والدعم لصمود الشعب الفلسطيني وثباته، ونصرة للمقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك".
ومنذ أيام، تشهد مدينة القدس توترًا عقب اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في 5 أبريل/ نيسان، والاعتداء على المصلين فيه بالضرب وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ومنعهم من الاعتكاف فيه.
وأدّت الاقتحامات المتكررة للأقصى إلى توتر واشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والمناطق العربية في إسرائيل، كما دفعت بإطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا.