كشفت صحيفة "بوليتكو" الأميركية أن جيم سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن يعمل على توسيع نطاق فريقه بمزيد من المختصّين في قضايا الشرق الأقصى.
وقالت الصحيفة إنه وفي إطار إعادة هيكلة الطواقم، قرر تخفيض حجم الفريق المعني بالشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بايدن وفريقه للأمن القومي يعتقدون أن التحديات الأمنية أمام الولايات المتحدة ستأتي من تنافس القوى الكبرى بين الولايات المتحدة، مع كل من الصين وروسيا، وعليه يجري إعادة تموضع الموارد والإمكانيات.
ولفتت إلى أن ملف الشرق الأوسط منذ اللحظة سيكون بعهدة بريت ماكغورك ومساعدته باربرا ليف.
صحيفة "بوليتيكو"، أوضحت أنه بالتوازي مع تلك الخطوة، وسّع وزير الدفاع لويد أوستن نطاق مساعديه بتعيين ثلاثة مستشارين معنيين بالشؤون الصينية، بينما غاب مستشارون عن الشرق الأوسط.
وكان بايدن لدى تشكيل فريقه السياسي والإداري قد أعاد إنتاج المعاونين المتشددين في الخارجية والدفاع لحكومته من إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وتدل تعيينات وزارة الدفاع على اعتماد الرئيس المنتخب على كبار القادة العسكريين السابقين خلال المرحلة الانتقالية، أبرزهم الجنرال المُقال من قيادة القوات الأميركية في أفغانستان، ستانلي ماكريستال، والقائد الأسبق لقيادة العمليات المركزية لويد اوستن.
وكانت الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن كشفت عن تغيير شامل للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، يتضمن "مراجعة" للدعم العسكري لدول الخليج واستئناف الحوار مع إيران، مشيرة إلى أن ذلك" سيستغرق بعض الوقت".
ويبدو أن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني الذي سحب دونالد ترمب منه واشنطن سيكون واحدا من أكثر الأولويات إلحاحًا على الساحة الدولية.
لكن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن وبعد يوم على توليه منصبه، خفف من الاندفاع. وقال في أول مؤتمر صحافي له الأربعاء (27 يناير/ كانون الثاني 2021) إن "الرئيس بايدن أوضح أنه إذا أوفت إيران مجددا بكل التزاماتها" باتفاق 2015 "فإن الولايات المتحدة ستفعل الأمر نفسه".
وأضاف: إيران "توقفت عن الوفاء بالتزاماتها على جبهات عدة. وسيستغرق الأمر بعض الوقت إذا اتخذت هذا القرار، للعودة إلى المسار الصحيح، وسيستغرق الأمر وقتًا حتى نتمكن من تقييم ما إذا كانت تفي بالتزاماتها. ما زلنا بعيدين جدًا عن ذلك. هذا أقل ما يمكن قوله".
لكن يبدو أن المفاوضات ستكون شاقة على الأرجح لأن إيران تطلب العكس، وتريد أن تقوم واشنطن بالخطوة الأولى عبر رفع العقوبات الأميركية قبل أي شيء آخر.
ولم يوضح أنتوني بلينكن الطريقة التي ينوي بها حل هذه المشكلة. وقد التقى الأربعاء نظراءه الفرنسي والبريطاني والألماني المتمسكين جدًا بالاتفاق الإيراني.
تعليق بيع أسلحة للسعودية والإمارات
وعلى صعيد آخر أطلقت وزارة الخارجية أيضًا مراجعة للقرارات الأخيرة المثيرة للجدل التي اتخذتها الحكومة السابقة. وكانت أول نتيجة تعليق واشنطن مبيعات الأسلحة "الجارية" حتى "إعادة التدقيق فيها" للتأكد من أنها تحقق "أهدافها الاستراتيجية"، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء. وبين هذه الصفقات التي جُمدت ذخيرة دقيقة للسعودية وخصوصُا مقاتلات من طراز اف-35 للإمارات العربية المتحدة.
في الوقت نفسه، أكد على مراجعة "عاجلة جدا" لقرار إدراج الحوثيين على اللائحة الأميركية "للمنظمات الإرهابية" الذي واجه انتقادات من جميع الجهات لأنه يهدد بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق واسعة يسيطر عليها المتمردون.