بكثيرٍ من الهدوء والدقة، مضى الأسبوع الأول من عهد الرئيس جو بايدن بعيدًا عن عواصف "تويتر"، وتسريبات الإعلام والمواجهة المزعومة مع ما تسمّى الدولة العميقة.
واعتمد بايدن، الذي دعا طويلًا إلى وحدة الصف، بقوة على سلطته الرئاسية في أسبوعه الأول في البيت الأبيض، من دون أن يبدو ذلك كافيًا لتحقيق تغيير حقيقي ودائم في بلدٍ يواجه وباءً وأزمات أخرى.
لكن مع توقيع بايدن على ما يقرب من 40 أمرًا تنفيذيًا خلال أسبوعه الأول، يمكن القول: إنّه بدأ التخلص من "تركة" سلفه الرئيس السابق دونالد ترمب.
وتُظهِر استطلاعات الرأي حتى الآن دعمًا شعبيًا لسياسات بايدن تجاه مكافحة كورونا والتعافي الاقتصادي، كما تُظهِر أيضًا ازدياد الثقة في السياسات الحكومية إلى الضعف.
لكل يوم عنوان
وفق فريق الاتصال الحكوميّ، فإنّ لكلّ يومٍ في جدول الرئيس عنوانًا، يوقّع بموجبه جملة من الأوامر التنفيذية، وهي سلطة تسمح له مؤقتًا بعبور الكونغرس، وتعطي على نحو مستمرّ شعورًا عامًا بقدرة الرئيس على اتخاذ القرار والتنفيذ بكفاءة.
وتوضح أستاذة الاتصال في جامعة كورنيل ماربيل بيرزين أنّ "لدى بايدن عناوين رئيسية تمّ وضعها بدقّة"، وتشير إلى أنّ "الرئيس تقدّم على أنه قادر على معالجة جِراح الأميركيين؛ لأنه جرب المعاناة بنفسه، وهو يقول: إنه إنسان عمليّ ويمكنه تنفيذ المهمات الملقاة على عاتقه".
استقطاب وتصلب
وشهد الأسبوع الأول أيضًا تمرير مجلس الشيوخ أبرز مرشحي بايدن للمناصب الوزارية والقيادية، في خطوة اعتُبِرت دليلًا على وحدة الصفّ التي لطالما دعا إليها الرئيس، وإن اختلفت الروايات.
ففيما يؤكد الجمهوريون أنّهم لن يكرّروا ما فعله خصومهم مع مرشحي الرئيس السابق ترمب، يشدّد الديمقراطيون على أنّ ما يجري هو نتيجة انفتاح الإدارة على الحوار مع الجمهوريين.
ويرى أستاذ السياسة العامة في جامعة أوهايو روبرت ألكسندر أنّ "السياسة الأميركية شهدت الكثير من الاستقطاب وتصلب المواقف، لكن بايدن بخبرته في مجلس الشيوخ قادرٌ على تجاوز ذلك".
ويشدّد على أنّه "كلما ساعد الأميركيين في الحصول على خدمات صحية جيدة، تعافى الاقتصاد بشكلٍ أسرع، وتقلّصت الهوة السياسية".