إذا انطبقت عليك هذه الصفات.. قد تكون أذكى مما تظن

عادة ما يُعرّف الإنسان الذكي على أنه بارع، وماهر، وألمعي، وضليع، وفي بعض الأحيان عبقري. كما أن للأطباء تعريفات خاصّة لمعنى الذكاء.

وتعرّف جودي هو، أخصائية علم النفس العصبي السريري والطب الشرعي، ومؤلفة كتاب "توقّفوا عن التخريب الذاتي"، الشخص العبقري بأنه "يتمتّع عادة بمهارة فكرية شديدة ودرجات فائقة في اختبارات معدل الذكاء"، مضيفة أنه على الرغم من ذلك، فإن هذه الاختبارات "لا تُقدم دائمًا الصورة كاملة عن الشخص الذكي، نظرًا إلى أنه يصعب قياس بعض المهارات العبقرية، مثل حلّ المشكلات بطريقة إبداعية".

وبالتالي، فإن تعريف الذكاء والعبقرية قد لا يكون واضحًا تمامًا، ولكن يتفق معظم الناس، بصفة عامة، على أن لدى الأشخاص الأذكياء مستوى عال من التفكير.

فما هي الصفات التي تُشير إلى أن الإنسان عبقري فعلًا؟

استعرضت مجلة "ذا هيلثي" قائمة من 11 صفة، إذا انطبقت على أي شخص، ترجّح أن يكون ذكيًا أكثر مما يعتقد. وهي:

• الابن البكر

تُشير دراسة نشرتها مجلة "الموارد البشرية" (The Journal of Human Resources) إلى أن الأبناء الأبكار قد يمتلكون "ميزة ذهنية" تميّزهم عن أشقائهم الأصغر سنًّا، لأنهم يميلون إلى تحقيق معدلات ذكاء أعلى.

وعزا الباحثون هذا الأمر إلى أن الآباء غالبًا ما يُقدمون للأطفال الأكبر سنًّا مزيدًا من التحفيز الذهني، كما أن الأبناء الأبكار عادة من يتلقّون رضاعة طبيعية، ونادرًا ما يتعرّضون لمخاطر شرب الكحول والتدخين أثناء الحمل الأول. لذلك، فإن الأطفال الأكبر سنًّا لا يكتسبون بالضرورة ذكاءهم بالوراثة.

• الشعور بالقلق

تُشير بعض الدراسات المنشورة في مجلة "إنتيليجينس"، إلى أن العباقرة أو الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات عالية من الذكاء، يشكون من اضطرابات المزاج والشعور بالقلق أكثر من المعدل الطبيعي لغيرهم.

وفي هذا الإطار، أوضحت جودي أن السبب في ذلك هو أن "العباقرة غالبًا ما يبالغون في التفكير بكل شيء، لأنهم يُحاولون تحقيق الكمال. ويرتبط هذا المستوى المرتفع من التفكير الذاتي، بالإضافة إلى الشخصية العصبية، بارتفاع خطر الإصابة بالقلق وغيره من اضطرابات الصحة العقلية".

• شخص رياضي

أوضح راهول جانديال، الحاصل على درجة الدكتوراه وجراح المخ وعالم الأعصاب، أن العديد من العباقرة "نشطون بدنيًا، وهناك أدلة واضحة على أن النشاط البدني يؤدي إلى تحفيز العقل وتمكين الشخص من امتلاك روابط فريدة بين المفاهيم والأفكار".

بدورها، عزت الدكتورة كاثرين فرانسن، أستاذة علم النفس ومديرة دراسات الأعصاب في جامعة لونغوود، هذا التحفيز لوظائف المخ إلى أن "الأنشطة البدنية بجميع أنواعها تُزوّد الخلايا العصبية بمزيد من الدم، حتى تتمكّن من النمو والتواصل وتنشيط الدماغ".

• السهر ليلًا وعدم النوم باكرًا

ذكرت دراسة أجرتها كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية أن الأشخاص الذين يميلون إلى النوم في وقت متأخر يتمتعون بمعدلات أعلى من الذكاء. وعزا الباحثون هذا الأمر إلى التطوّر البشري. فالليل يعني اقتراب الخطر، لذلك كان على أسلافنا، الذين اختاروا البقاء مستيقظين والسهر ليلًا في الخارج لوقت متأخر بدلًا من النوم، أن يكونوا أذكياء.

بدورها، أوضحت فرانسن أن العمل في وقت متأخر أو أكثر من ساعات العمل المعتاد (من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً)، يُحفّز الشخص على مزيد من الابتكار والتفكير الإبداعي نظرًا لقلّة أوقات الفراغ، أو بسبب المتطلّبات وغيرها من التوقّعات التي قد تطرأ.

وقالت: "قد يختار العبقري العمل في ساعات غريبة لتحسين قدرته على التفكير بإبداع، أو قد يؤدي قضاء المزيد من الوقت في التفكير الإبداعي في أوقات غريبة إلى تطوير صفاته العبقرية".

• التكيّف بسهولة

"إن القدرة على التكيّف تعني أنك تمتلك الذكاء والوعي بالقدر الكافي لرؤية الأشياء من منظور جديد، وهذا يعني أن تكون قادرًا على رؤية الروابط أو الحلول التي لا يستطيع الآخرون رؤيتها"، وفقًا لجانديال.

بدورها، أشارت جودي هو إلى أن "المشكلات والتحديات الجديدة تتطلب حلولًا جديدة ومبتكرة، وهو الأمر الذي يرتاح إليه الأذكياء والعباقرة". كما يرى أخصائيو علم النفس أن التكيّف يتطلب أيضًا بعض العمليات الإدراكية المعرفية، مثل التفكير والإدراك، وحل المشكلات، والذاكرة القوية.

• امتلاك روح الدعابة السوداء

أفادت دراسة نشرتها مجلة "المعالجة المعرفية" (Cognitive Processing)، بأن رد فعل الشخص على روح الدعابة السوداء قد يُشير إلى ذكائه.

وعرّف علماء النفس "الدعابة السوداء" بأنها "الدعابة التي تعالج موضوعات مأساوية مثل الموت، أو المرض، أو التشوّه، أو الإعاقة، أو الحرب على شكل تسلية مريرة، وتقدّم مثل هذه الموضوعات المأساوية أو المؤلمة أو المرعبة بعبارات فكاهية".

وقد يكون لدى المعجبين بهذه النكات معدلات ذكاء أعلى ممزوجة بطبيعة عدوانية أقلّ. ويعتقد الباحثون أن سرد الدعابات السوداء يجعل عقلك يعمل أكثر.

• تلقّي دروس الموسيقى في الصغر

تُساعد دراسة الموسيقى والتدرّب عليها في سن مبكرة، على تنمية عقول الأطفال بطرق شتى.

ووجدت دراسة أُجريت عام 2018، ونشرتها مجلة "فرونتيرز في علم الأعصاب" (Frontiers in Neuroscience)،  أن الأطفال الذين تلقوا دروسًا منهجية في الموسيقى قد حقّقوا درجات أعلى في اختبارات الذكاء اللفظي والتخطيط.

وتوصّلت دراسة أخرى نشرتها مجلة العلوم النفسية إلى أن دروس الموسيقى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربعة وستة أعوام، عزّزت معدل ذكائهم اللفظي.

• تفضيل الوحدة

طلب باحثون من جامعة سنغافورة للإدارة، وكلية لندن للاقتصاد، من 15 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عامًا المشاركة في استطلاع رأي واختبار للذكاء.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الأكثر ذكاءً كانت حياتهم أقلّ سعادة، كلما كانوا اجتماعيين أكثر.

وأكد المختصّ في علم النفس إياد صيام، في حديث سابق إلى "العربي" أن الأشخاص الأذكياء لديهم عدة أهداف في الحياة يتطلّعون إلى تحقيقها، وبالنسبة لهم الوصول إليها يحتاج القليل من الابتعاد عن الضوضاء والعلاقات الاجتماعية التي قد تؤثر بشكل سلبي على حياتهم.

• إصدار الأحكام

لا تعتبر صفة إصدار الأحكام من أفضل السمات لدى البشر، إلا أن دراسة نشرتها مجلة علم النفس التجريبي" (Journal of Experimental Psychology)، تشير إلى أن الأشخاص الأذكياء قد يكونون أكثر عرضة لتنميط الأمور بفضل قدرتهم على اكتشاف الأنماط.

• فوضوي

وقال عارف دالفي، الباحث في معهد "بالم بيتش" لعلم الأعصاب، إن الإبداع يُعد السمة المميزة لمعظم العباقرة، كما أن الفوضوية، سمة أخرى للعبقرية الإبداعية.

وأجرت جامعة مينيسوتا الأميركية دراسة على عدد من الطلاب، طلبت منهم ابتكار استخدامات غير نمطية لكرة بينغ بونغ. وأشارت الدراسة إلى أن استجابة 24 شخصًا من المشاركين، والذين يُرتبون غرفهم، كانت أقل إبداعًا من أقرانهم الذين لديهم غرف فوضوية.

• ارتداء النظارات الطبية

رجّحت دراسة أجرتها جامعة إدنبرة أن الأشخاص الأذكياء يمتلكون جينات ضعف النظر، ووجدت أن الأشخاص الأكثر ذكاءً كانوا أكثر عرضة بنسبة 30% لامتلاك جينات تشير إلى أنهم بحاجة إلى نظارات.

كما وجدت كثير من الأبحاث أن الأشخاص الذين يرتدون النظارات يُنظر إليهم على أنهم أكثر ذكاءً أيضًا.