تواصل إسرائيل المجازر في غزة ولبنان، حيث تشير صحف غربية أنه لا توجد أي نية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة الشهر المقبل.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إنه مع تكثيف إسرائيل قصفها على لبنان وادعائها أن الغارات تستهدف "حزب الله" بدقة، يرتفع عدد الضحايا المدنيين مما يثير تساؤلات حول الاعتبار الذي توليه إسرائيل للمدنيين عندما تنفذ الضربات ويزيد الانتقادات الدولية لها.
وضع كارثي في غزة
وأضافت الصحيفة أن منظمات حقوق الإنسان ترجح سقوط أعداد كبيرة من المدنيين في لبنان نظرًا لنطاق الضربات الإسرائيلية وقوتها، كما هو الحال في غزة.
ونقلت الصحيفة عن ريتشارد واير الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوله: "إن الغارات الإسرائيلية على غزة والآن على لبنان تثير مخاوف جدية بشأن التسامح مع سقوط ضحايا مدنيين".
وأشار الباحث إلى أن "المنظمة وثقت في السابق جرائم حرب واضحة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة، بما في ذلك الغارات التي تسببت في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين".
من جانبها، أشارت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية إلى الوضع الكارثي في مستشفى كمال عدوان في غزة ولا سيما أنه هو المستشفى الوحيد في شمال القطاع الذي يقدم الآن رعاية متخصصة للأطفال.
وقال مدير المستشفى إن الوضع كارثي في مستشفى الأطفال بعد استئناف إسرائيل هجماتها وإنه لم يكن من الممكن الامتثال لأوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جميع المرضى خلال 24 ساعة.
وأضاف أنه توجد سبع حالات خطيرة في العناية المركزة تحتاج إلى رعاية ونقل هؤلاء المرضى يعرض حياتهم لخطر شديد، كما أنه لا يوجد مستشفى آخر في غزة لديه القدرة على استقبالهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن مستشفى كمال عدوان يعاني الآن من نقص في الإمدادات الطبية وكذلك الوقود لمولداته، مما يعني نقصًا في الكهرباء والأكسجين.
بدورها، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تفاصيل إفشال إسرائيل محادثات وقف إطلاق النار في غزة مشيرة إلى أنه في أواخر شهر يوليو/تموز الماضي اعتقد الوسطاء في محادثات وقف النار في غزة أنهم أخيرًا على وشك تحقيق اختراق في مهمتهم شبه المستحيلة.
لكن بحسب ما تنقل الصحيفة عن مسؤول مشارك في المحادثات سرعان ما تراجع نتنياهو عن التأكيدات التي قدمتها إسرائيل للوسطاء بأنها ستسحب قواتها من ممر صلاح الدين، ثم تعمق يأس الوسطاء بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.
على ماذا يراهن نتنياهو؟
وأضافت أنه بالنسبة لبعض الوسطاء، ما جرى في يوليو/ تموز الماضي كان بمثابة دليل على أن نتنياهو لم تكن لديه أي نية للموافقة على وقف إطلاق النار، وبدلًا من ذلك كان عازمًا على إفشال المحادثات، وطرح شروط جديدة.
وقال أحد المسؤولين للصحيفة، مع استمرار جهود وعمل الوسطاء، في ظل هذه الظروف المعقدة والمتشابكة أصبح من الواضح أن نتنياهو يعمل جاهدًا على تخريب هذه المحادثات.
وبينما لفتت الصحيفة إلى أنه منذ اجتماع يوليو/ تموز الفائت في روما، وصلت محادثات وقف النار في غزة إلى طريق مسدود؛ نقلت عن مسؤول آخر بأن المحادثات اليوم بعيدة أكثر من أي وقت مضى عن التوصل إلى اتفاق.
ولفتت إلى أن بعض المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن نتنياهو اتخذ قرارا بالانتظار حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية قبل التفكير في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مراهنًا على عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
بايدن ونتنياهو على وشك التفاهم بشأن الرد على إيران
ويشير موقع "أكسيوس" الأميركي، إلى المشاورات الأميركية الإسرائيلية بشأن الرد المرتقب على إيران، حيث نقل عن مسؤولين قولهم إن بايدن ونتنياهو اقتربا من التفاهم بشأن نطاق الرد الإسرائيلي ضد إيران خلال مكالمتهما الهاتفية.
وأضاف الموقع أن إدارة بايدن تتقبل فكرة أن إسرائيل ستشن هجومًا كبيرًا على إيران، لكنها تخشى أن تؤدي الضربات على أهداف معينة إلى تصعيد الحرب الإقليمية.
لا سيما أنه بحسب ما يقول أحد المسؤولين الخطط الحالية لا تزال أكثر عدوانية مما يرغب البيت الأبيض، لكن الفجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن طبيعة ونطاق الهجوم على إيران تقلصت.
ورأى سانجيف بيري في مقال على موقع "إنترسبت" الأميركي، أنه لولا الدعم العسكري الأميركي الضخم وغير المشروط، لكانت إسرائيل قد أجبرت على اتباع الحلول الدبلوماسية.
وأضاف أن الدعم الأميركي منع محاسبة الإسرائيليين على أفعالهم وشجعهم على الاستمرار في الإبادة الجماعية.
كما اعتبر أنه يمكن إرجاع العنف الذي يشهده الشرق الأوسط إلى المحاولات الأميركية الرامية لتشكيل واقع جيوسياسي جديد يفتقر إلى أي وجود ديمقراطي حقيقي.