لا تُعَدّ جريمة قتل الطفل الفلسطيني زيد محمد سعيد غنيم (14 عامًا) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي في الرقبة والظهر، الأولى من نوعها.
فقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في النصف الأول من العام الجاري فقط، 13 طفلًا فلسطينيًا، بحسب ما كشفت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.
وكان الطفل غنيم أصيب خلال مواجهات اندلعت في منطقة "أم ركبة" جنوب الخضر، ونقل إلى المستشفى حيث وصفت إصابته بالخطيرة.
وفي ردود الفعل على الجريمة الوحشية الجديدة، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية جنود الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة استهداف الأجزاء العلوية من أجساد الأطفال الفلسطينيين بهدف القتل
وقال اشتية في بيان إن عملية القتل الإرهابية التي استهدفت الطفل زيد غنيم توجب تفعيل القرارات الدولية بمقاطعة إسرائيل وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
بدورها، اعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان صحافي، أنّ ما حدث لغنيم هو جريمة في حلقات مسلسل جرائم الإعدام الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ما الذي يمكن أن يوقف الاحتلال الإسرائيلي؟
وبحسب مراسلة "العربي"، فإنّ غياب المساءلة القانونية وتجاهل المجتمع الدولي لعمليات قتل الأطفال الفلسطينيين جرّأ الاحتلال أكثر على استهدافهم.
وتشير في هذا السياق إلى سقوط 13 طفلاً شهيدًا في النصف الأول من العام الجاري فقط وهو ضعف عدد الأطفال الشهداء في الضفة الغربية مقارنة بالعام الماضي.
وتقول الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إنّ إسرائيل أمنت العقاب، ولن يوقفها إلا المساءلة والمقاطعة الدولية.
ويوضح مدير برنامج المساءلة في حركة الدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش في حديث إلى "العربي"، أنّ عدم وجود عقوبات يمكن أن يتم فرضها على دولة الاحتلال يجعل إسرائيل تستمر في هذه الجرائم ضد الفلسطينيين والأطفال.
من جهتها، تؤكد الحكومة الفلسطينية أنّ إسرائيل تنتهج سياسة إطلاق النار من أجل القتل، وقد دعت الاتحاد الأوروبي للتحرك ووقف الانتهاكات الإسرائيلية كافة بحق الفلسطينيين وبخاصة الأطفال.
إسرائيل تشعر أنّها "فوق العقاب"
ويعتبر مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين أنّ قتل الفلسطينيين بشكل عام يعبّر عن سياسة ممنهجة مستمرّة واسعة النطاق، وليست مقتصرة على تصرف فردي هنا أو هناك.
ويشير في حديث إلى "العربي"، من لندن، إلى أنّ هذا الموضوع واضح وضوح الشمس من خلال المتابعة ومن خلال التحقيقات الميدانية التي تجري.
ويقول: "عندما يصل الأمر بالاحتلال ليقتل 550 طفلًا في الهجوم على غزة عام 2014، فهذا رقم هائل يجب أن تقشعر له أبدان البشرية جمعاء".
ويشدّد جبارين على أنّ إسرائيل ترتكب جرائم دولية مثل جريمة الحرب المتمثلة بالقتل العمد والإعدام خارج نطاق القانون، كما ترتكب جرائم ضد الإنسانية بشكل ممنهج، ولا سيما أنّ الجنود يطلقون النار لغايات وأهداف القتل.
ويشرح ذلك بالقول: "لا يطلق الجندي النار لا في الهواء ولا من أجل التحذير وإنما يطلق النار كي يقتل الفلسطيني أو يلحق به ضررًا بليغًا، وهذا يمثل جريمة حرب".
ويخلص إلى أنّ "إسرائيل مستمرة في ذلك لأنها تشعر أنها لا تعاقَب على هذه الجرائم كما أنّ مجرميها لا يلاحَقون، وهي بالتالي تشعر بأنّها فوق العقاب وأنّها محصَّنة بشكل أو بآخر".