باتت حروب الظلّ الإسرائيلية الإيرانيّة مقلقة بشكل أكبر مع اقتراب كل طرف جغرافيًا من الآخر، إيران في سوريا ومن خلال حلفائها في المنطقة، وإسرائيل من خلال التطبيع في المياه الخليجية. لكن، رغم ذلك، ورغم الضربات الأكثر إيلامًا، ما زالت قواعد الاشتباك قائمة.
وتبدو المواجهات الأمنية شبه مباشرة بين إيران وإسرائيل في سوريا، وإلى البحار أيضًا تمتدّ بتبادل استهداف السفن دون تبنٍ واضح، في رسائل يتمّ تبادلها من دون اشتباك مباشر تكشف قدرات الردع لدى كل طرف.
التجسس الإسرائيلي.. من الدراما إلى الواقع
تحت شعار "إسرائيل في قلب إيران"، صورّ مسلسل درامي إسرائيلي بُثّ العام الماضي عملاء إسرائيليين داخل إيران يبحثون عن معلومات حول سعي إيران إلى صناعة قنبلة نووية.
وفي طهران أيضًا، لم يغب حديث التجسّس عن الدراما التلفزيونية الإيرانيّة، إلا أنّ الأمر لم يعد مجرّد دراما على ما يبدو، بعد اتهام طهران إسرائيل بالوقوف خلف استهداف منشأة نطنز النووية مرتين، واغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.
وفي هذا السياق، يقول أمين سر مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي: "نعاني من تلوث أمني متصاعد خلال السنوات العشر الأخيرة، وهذا يجب أن يكون من أولويات الحكومة المقبلة".
إيران "لن تنجرّ إلى ما تريده إسرائيل"
إلا أنّها ليست المرّة الأولى التي تتهم فيها إيران إسرائيل بالوقوف خلف حوادث أمنية واغتيالات.
فقبل عقد من الزمن، قالت طهران إنّ عملاء لإسرائيل اغتالوا علماء نوويين إيرانيين، لكن الجدل يدور اليوم في طهران حول وصول النفوذ إلى داخل المنشآت الحساسة في البلاد.
وبين مصالح الصبر الاستراتيجي واستراتيجية الانتقام تبقى إيران كما تقول محتفظة بحق الرد، بحسب ما يؤكد الباحث في الشؤون الإيرانية مرتضى ميري.
ويقول ميري في حديث إلى "العربي": "كلما تقدمت المباحثات النووية ستشتد هذه العمليات والحل يكون بتعزيز الردع لأنّ إيران لن تنجر إلى ما تريده إسرائيل"، على حدّ قوله.
