أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، اليوم الخميس، من طهران، أن تحقيق "نتائج" من الحوار مع إيران ضرورة لخفض التصعيد وتجنب حرب.
وقال غروسي خلال مؤتمر صحافي مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي: "من الضروري التوصل إلى نتائج ملموسة واضحة تظهر أن هذا العمل المشترك يحسن الوضع (...) ويبعدنا عن الصراعات، وفي نهاية المطاف، عن الحرب".
المنشآت النووية الإيرانية
كما أكد غروسي أن على المنشآت النووية الإيرانية "ألا تتعرّض للهجوم"، وذلك بعد التهديدات الإسرائيلية في هذا الصدد.
ويأتي التصريح بعد تحذير وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس الإثنين الماضي من أن طهران باتت "أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية".
من جانبه، حذّر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي من أن إيران ستتخذ "تدابير فورية" ضد أي قرار يصدر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتعارض مع برنامجها النووي.
وقال إسلامي في مؤتمر صحافي مشترك مع غروسي في طهران: "أي قرار تدخلي في الشؤون النووية للجمهورية الإسلامية سيقابل بالتأكيد بتدابير مضادة فورية".
ولاحقًا، أعلن غروسي أنه سيزور منشأتي فوردو ونطنز لتخصيب اليورانيوم الجمعة ليكوّن "تصوّرًا كاملًا" عن برنامج الجمهورية الإسلامية النووي.
وقال غروسي إلى جانب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وفق تسجيل مصوّر أرسلته الوكالة الدولية لفرانس برس: "سيشكّل غدًا خطوة مهمة للغاية في زيارتي لمنشأتين مهمتين في فوردو ونطنز وهو ما سيساعدني على تكوين تصوّر كامل لتطور البرنامج".
"الدور الآن على الاتحاد الأوروبي"
بدوره ، قال وزير الخارجية عباس عراقجي في معرض إشارته إلى محادثاته اليوم الخميس مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "إن الدور الآن على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث".
وأضاف: "إننا جاهزون للمحادثات على أساس المصالح الوطنية وحقوقنا غير القابلة للإنكار، لكننا لسنا مستعدين للمحادثات تحت الضغط والترهيب".
وكتب عراقجي على حسابه في منصة "إكس": "أجريت صباح اليوم محادثات مهمة وصريحة مع السيد رافايل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. بوصفنا عضوًا ملتزمًا في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT)، نواصل تعاوننا الكامل مع الوكالة".
وأضاف عراقجي، أنه "يمكن تسوية الخلافات عن طريق التعاون والحوار. لقد اتفقنا على المضي قدمًا بإرادة صلبة وحسن نية".
وأكد عراقجي أن إيران لم تترك أبدًا، طاولة المحادثات حول برنامجها النووي السلمي.
مواقف انفتاحية
وتندرج تصريحات عراقجي في سياق مواقف انفتاحية أطلقها أخيرًا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
والثلاثاء الفائت، قال بزشكيان المعروف بتأييده الحوار مع الدول الغربية بالرغم من الخلافات القائمة لا سيما في ما يخصّ البرنامج النووي "شئنا أم أبينا، الولايات المتحدة بلد ينبغي لنا التعامل معه على الساحة الإقليمية والدولية".
وفي عام 2015، أبرمت إيران اتفاقًا مع الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة، لتخفيف العقوبات المفروضة عليها في مقابل ضمانات على عدم سعيها إلى امتلاك السلاح الذرّي. غير أن دونالد ترمب سحب بلده من الاتفاق في 2018 وأعاد العمل بالعقوبات.
وفي المقابل، خفّضت إيران بشدّة زيارات مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرّية لمنشآتها النووية اعتبارًا من 2021.
وزاد البلد بشدّة احتياطي المواد المخصّبة بنسبة 60%، مقتربًا من العتبة اللازمة لصناعة السلاح الذرّي بمقدار 90%، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرّية. وكان الاتفاق المبرم يحصر هذه النسبة بـ3,65%.