كشف وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن معظم الإصابات جرّاء انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية "البيجر" التي استقبلتها مستشفيات لبنان تركزت في منطقة البطن والوجه، وخاصة في العيون واليد، حيث رُصدت حالات بتر، بما يتوافق مع طبيعة استخدام الجهاز.
وأوضح الأبيض، في حديث خاص إلى التلفزيون العربي من بيروت، أن مستشفيات العاصمة، والضاحية الجنوبية، والجنوب، والبقاع استقبلت مصابين جراء الانفجار المتزامن للأجهزة، لافتًا إلى استشهاد تسعة أشخاص بينهم طفلة، وإصابة نحو 2800 شخص، فيما تُصنف نحو 200 حالة بالحرجة، حيث استُخدمت نحو 170 وحدة دم.
تفعيل غرفة الطوارئ الصحية
وأشار الأبيض إلى أن وزارة الصحة كانت تتحضر لاستقبال عدد كبير من الجرحى، حيث فعّلت غرفة الطوارئ الصحية في الوزارة منذ اليوم الأول لبدء التصعيد على لبنان. كما أُجريت تدريبات شملت 150 مستشفى، واستحدثت غرف تنسيق بين المستشفيات وأجهزة الإسعاف، بحسب الأبيض.
وقال الأبيض: "احتجنا إلى تفعيل جميع الخطط لتوزيع الجرحى بين مختلف المستشفيات، لكي نتجنب استقبال أي مستشفى لأعداد تفوق قدرته الاستيعابية".
ولفت إلى أن نحو 100 مستشفى استقبلت الجرحى والمصابين اليوم، مشيدًا بردة فعل المستشفيات، ولا سيما الخاصة منها، حيث لم يتردد أي منها في تقديم الخدمات الصحية المطلوبة للمرضى.
وبشأن موقف لبنان الرسمي من التصعيد الإسرائيلي، يؤكد الأبيض أن "لبنان لا يريد الحرب ويدعو لوقف فوري لإطلاق النار من غزة وإلى لبنان".
ويقول: "نحن نرى أن هذا هو الطريق الأمثل لتجنيب المدنيين المزيد من الإصابات".
لكنه يرى أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية تشير إلى "توجهها إلى التصعيد وإلى ما رأيناه اليوم في لبنان".
إقفال المدارس والجامعات اللبنانية
من جانبه، أعلن وزير التربية والتعليم اللبناني عباس الحلبي إقفال المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي كافة الأربعاء "استنكارًا للعمل الإجرامي الذي اقترفه العدو الإسرائيلي بحق المواطنين وأوقع شهداء وجرحى بالآلاف".
ووقعت هذه الانفجارات بعد ساعات قليلة من إعلان إسرائيل توسيع أهداف الحرب لتشمل الحدود الشمالية مع لبنان. فمنذ بدء الحرب في غزة قبل عام تقريبًا، تشهد المنطقة الحدودية تبادلًا شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وهذه الانفجارات هي الأولى من نوعها منذ بدء تبادل القصف عبر الحدود.