اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية الثلاثاء أن الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين في قطاع غزة والضفة الغربية تعبر عن "تصرف عصابات وليس دولة تدعي الديمقراطية".
وأضافت الخارجية في بيان أنها تنظر بخطورة بالغة إلى الإعدامات الميدانية والقتل خارج القانون، مؤكدة أنها سترفع تقارير بهذا الخصوص إلى المحاكم الدولية.
وأشارت الوزارة إلى أن "هذه الجرائم تعكس طبيعة التعليمات والتسهيلات لإطلاق النار على الفلسطيني التي يعطيها المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل للجنود، في ظل المجازر الوحشية البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال، والقتل الجماعي خارج القانون بالقصف والتجويع كما يحصل في قطاع غزة لليوم الـ88 على التوالي".
وتطرقت الوزارة إلى جريمة إعدام أربعة شبان في بلدة عزون شرق قلقيلية، وفتح تحقيق مع جندي إسرائيلي قتل أسيرًا في قطاع غزة، إضافة إلى قتل 25 فلسطينيًا حاولوا العودة إلى شمال القطاع خلال اليومين الماضيين، وجريمة قتل المعتقل عبد الرحمن البحش في سجن "مجدو".
وتابعت: "عدد الذين اعتقلهم الاحتلال من قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول ارتفع إلى 150%، والذين يحتجزهم الاحتلال في معسكرات اعتقال أغلبها سري وجزء منها يقع في عمق صحراء النقب في ظروف غامضة وسيئة للغايةّ".
وأضافت أن الاحتلال يستفرد بهم بعيدًا عن الصحافة والإعلام والهيئات الدولية المختصة والمحامين، ويتعرضون لأبشع أشكال القتل والتعذيب والتنكيل والحرمان من الحقوق.
وطالبت الوزارة بضغط دولي وأميركي حقيقي على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائم الإعدامات الميدانية والقتل خارج القانون، كما طالبت بتشكيل لجنة تحقيق أممية لمتابعة هذه الإعدامات باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وزيارة طواقم الصليب الأحمر الدولي للمعتقلات السرية والاطلاع على أوضاع المختطفين من قطاع غزة.
ودعت الاحتلال إلى الإعلان عن تلك المعتقلات وأعداد المعتقلين فيها، ومصيرهم وطبيعة حياتهم، والسماح للمحامين بزيارتهم.
"العدوان الإسرائيلي سيدمر المنطقة بأسرها"
بدورها، حذّرت الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء، من أن "العدوان الإسرائيلي" المستمر في قطاع غزة والضفة الغربية "سيدّمر المنطقة بأسرها".
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة: إن "الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة مستمرة في قطاع غزة، حيث وصل عدد الشهداء إلى حوالي 22 ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى، إضافة إلى جرائم القتل اليومية التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية".
وحذّر من أن "استمرار العدوان الهمجي على شعبنا ومقدساتنا، ومحاولات التهجير التي تنفذها سلطات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، وانعدام الأفق السياسي القائم على الشرعية الدولية، ستدمر المنطقة بأسرها".
واعتبر أبو ردينة أن "المؤامرة" التي تتعرض لها القضية الفلسطينية هي محاولة لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني، لكن الشعب الفلسطيني أفشل وسيفشل جميع المؤامرات".
وأضاف أن "الشعب الفلسطيني وقيادته قادران على مواجهة التحديات وإفشال جميع المحاولات، سواء أكانت إقليمية أم دولية، للمسّ بالقرار الوطني المستقل".
متحدث الرئاسة الفلسطينية حمّل الإدارة الأميركية مسؤولية إلزام إسرائيل "وقف العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه، قبل فوات الأوان".
وأكد أن "الدعم الأميركي المتواصل هو الذي يشجع سلطات الاحتلال على تصعيد عدوانها وجرائمها ضد شعبنا".