أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، السبت، حالة الطوارئ لمدة عام في كامل المناطق الشرقية التي ضربها الإعصار والفيضانات.
وفي بيان لمدير المركز التابع لحكومة الوحدة الوطنية حيدر السايح، لفتت الحكومة إلى "ارتفاع عدد حالات التلوث بمياه الشرب في درنة إلى 150 حالة نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي".
ونبّه البيان إلى أن "مياه الشرب في درنة غير صالحة للاستهلاك ويجب الاعتماد على مصادر أخرى".
وقال إن "المركز قرر إعلان حالة الطوارئ لمدة عام كامل في المناطق المتضررة جراء السيول والفيضانات شرق البلاد"، مبينا أن "الإجراء يأتي تحسبًا لمنع تفشي أي مرض".
جثث على الشاطئ
في السياق عينه، أعلنت إدارة الحماية المدنية في مالطا اليوم السبت، أن فريق إنقاذ عثر أمس على مئات الجثث على شاطئ مدينة درنة الليبية المنكوبة بالفيضانات.
وذكر ناتالينو بيزينا الذي يقود الفريق المالطي لصحيفة تايمز أوف مالطا أنه "كان هناك على الأرجح نحو 400 جثة، لكن من الصعب التحديد".
وكانت مالطا نشرت فريقًا يضم 72 منقذًا من الجيش وإدارة الحماية المدنية يوم الأربعاء.
واكتشف فريق مكون من أربعة أشخاص الجثث، بعدما عثر أولًا على سبع جثث، بينها جثث ثلاثة أطفال، داخل كهف بجانب البحر.
ويعتقد أن الفيضانات العارمة جرفت جثث الضحايا إلى البحر بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة دانيال في انهيار سدين، لتجرف المياه ربع المدينة الساحلية.
وقال بيزينا لوسائل الإعلام المالطية: إن "فريقًا صغيرًا من إدارة الحماية المدنية صادف الكهف الذي كان نصفه مغمورًا بالمياه وعثر على الجثث بداخله".
وبينما واصل الفريق البحث، انضمت إليه قوارب ليبية تبحث أيضًا عن الضحايا والناجين، ثم صادف الفريق خليجًا صغيرًا مليئًا بالحطام وعدة مئات من الجثث.
أكثر من 9 آلاف مفقود في "درنة"
وفي سياق متصل، كشفت منظمة الصحة العالمية، السبت، أن أكثر من 9 آلاف شخص في مدينة درنة الليبية لا يزالون في عداد المفقودين.
وقالت المنظمة، في بيان إنها "أرسلت 29 طنًا من الإمدادات الطبية لتغطية احتياجات قرابة 250 ألف شخص في ليبيا".
وأضاف البيان أن "الإمدادات الصحية وصلت السبت إلى مدينة بنغازي الليبية".
وأكدت "الصحة العالمية" أن "المساعدات الصحية جاءت استجابة طارئة ومكثفة للفيضانات غير المسبوقة التي وقعت بالمناطق الشرقية في ليبيا في أعقاب العاصفة دانيال".
وتشمل الإمدادات الأدوية الأساسية ولوازم علاج الصدمات وجراحات الطوارئ والمعدات الطبية، إلى جانب أكياس جثث للتنقل الآمن والكريم للمتوفى ودفنه، حسب المصدر نفسه.
وجاء في البيان أن "أكثر من 9 آلاف شخص في مدينة درنة الليبية لا يزالون في عداد المفقودين".
وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفًا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، في 13 من الشهر نفسه.
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة عبد الله باتيلي قال: إن ليبيا "لا يمكنها" مواجهة تداعيات إعصار دانيال بمفردها.