يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيده ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بالتوازي مع عدوانه المستمر على قطاع غزة، بما في ذلك عمليات الاقتحام والاعتقالات إضافة إلى هجمات المستوطنين تحت حمايته.
وأشار مراسل "العربي" اليوم السبت، إلى أن جيش الاحتلال داهم مدخل مدينة البيرة الشمالي، فيما قام المستوطنون بإطلاق النار في مدخل قرية بيتين شمال شرقي رام الله.
إغلاق الطرق المؤدية لقرى شمال شرق رام الله
كما أغلق جيش الاحتلال والمستوطنون الطرق المؤدية لقرى شمال شرق رام الله، وذلك عند مداخل بلدات سلواد وترمسعيا وسنجل ودير دبوان، وهاجموا المركبات المارة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بأن عشرات المستوطنين أغلقوا مدخل سلواد الغربي، أو ما يعرف بـ "جسر يبرود"، وهاجموا مركبات المواطنين بالحجارة، دون أن يبلغ عن إصابات.
كما منع عدد من المستوطنين مركبات الفلسطينيين من الدخول أو الخروج من سلواد، فيما أغلق عدد آخر مدخل بلدة ترمسعيا، وهاجموا المركبات المارة.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال شقيقين فلسطينيين في قرية مسافر يطا جنوب الخليل أثناء رعيهما للأغنام في منطقة الشومرة بالبادية، حيث طاردت والمستوطنون الرعاة في المنطقة، وفق ما أفادت "وفا".
كما استولت تلك القوات على منزلين في بلدة دوما جنوب نابلس، وحولتهما لمركز تحقيق ميداني.
هجوم على المغير
وأمس الجمعة، استشهد شاب فلسطيني وأُصيب أكثر من 25 آخرين في هجوم نفّذه مئات المستوطنين الإسرائيليين على قرية المغير وقرى مجاورة شمال شرق رام الله.
وأشار مراسل "العربي" في قرية المغير فادي العصا، إلى أن المستوطنين أطلقوا الرصاص على السكان بحماية الجيش الإسرائيلي.
وقد وثّقت كاميرا "العربي" آثار الهجوم على القرية، حيث أُحرقت ممتلكات الفلسطينيين من مركبات ومنازل. وقد عملت طواقم الدفاع المدني على إخماد النيران، بحسب المراسل.
وادعى المستوطنون أن أحد المستوطنين قد اختُطف في محيط قرية المغير قبل أن ينفذ المئات منهم بحماية جيش الاحتلال هجومًا على القرية، التي تخضع لإجراءات عسكرية مشددة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
كما نقلت سيارات الإسعاف عددًا من الإصابات برصاص المستوطنين وجيش الاحتلال لتلقي العلاج.
المغير نموذج حي لمعاناة قرى الضفة
وتمثّل قرية المغير الملاصقة لإحدى المستوطنات، نموذجًا حيًا لما تتعرض له مدن ومناطق الضفة الغربية بشكل يومي من اعتداءات وانتهاكات المستوطنين.
ويقول مجلس قروي المغير إن أكثر من 1500 مستوطن هاجموا القرية وأحرقوا أكثر من 40 منزلًا ومركبة لفلسطينيين.
وقد تزايدت جرائم المستوطنين بحق الأهالي وممتلكاتهم بحماية من جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، ووصلت إلى حد القتل بأبشع الطرق.
وتقول مصادر طبية فلسطينية إن حصيلة الضحايا الفلسطينيين برصاص المستوطنين في الضفة تجاوزت 15 شهيدًا.
تزايد حجم اعتداءات المستوطنين
وتوثق منظمات حقوقية عدة مشاهد اعتداءات المستوطنين، التي يتعرض لها الفلسطينيون من استهدافهم بالرصاص والضرب أو إحراق ممتلكاتهم وإتلاف مزارعهم.
وكشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية عن تزايد حجم الاعتداءات التي نفّذها جيش الاحتلال والمستوطنون خلال الشهر الماضي لتبلغ 993 اعتداء؛ نفذ منها المستوطنون 231.
ويشير تقرير الهيئة إلى أن جرائم المستوطنين بغطاء سلطات الاحتلال تركزت بشكل أكبر في محافظة نابلس والقدس والخليل.
ويرى حقوقيون أن سياسة الاعتداءات الممنهجة للمستوطنين وقوات الاحتلال ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية ستتوسع أكثر في المرحلة القادمة، في ظل استمرار الصمت الدولي إزاء التوسع الاستيطاني الإسرائيلي ونهب الأراضي الفلسطينية.