إلهاء الأطفال بالأجهزة الإلكترونية.. سلوك سلبي يأتي بنتائج عكسية
يقوم الأهل في بعض الأحيان بإعطاء الطفل الهاتف النقال أو أي جهاز إلكتروني لوحي ليكف عن الصراخ أو ليهدأ أو يتلهى لسبب أو لآخر ظنًا منهم أنه يسلي أطفالهم.
لكن دراسة حديثة نُشرت في مجلة "جاما بيدياتريكس" تحذّر من هذا السلوك، معتبرة أنه يأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل.
فهو يجعلهم أكثر عُرضة للانهيارات العاطفية والشعور بالمعاناة. ويعود سبب ذلك إلى أن الأطفال يعتادون على الشاشات لإلهاء أنفسهم عن المشاعر السلبية ولا يتعلمون أبدًا كيفية التحكم في انفعالاتهم وتهدئة نفسهم.
الحاجة لبناء مهارات تنظيم المشاعر
وقد نصح الباحثون الآباء والأمهات باللجوء إلى إستراتيجيات بديلة مثل إعطائهم كتابًا أو إخبارهم بأن يستخدموا حواسهم وأجسامهم للتواصل بغية التدرب على التهدئة، ما يساعد في بناء مهارات تنظيم المشاعر التي تدوم مدى الحياة في وقت توصي فيه دائرة الصحة الوطنية في بريطانيا بساعتين كحد أقصى للشاشة يوميًا لجميع الأطفال.
ويشير المتخصص في التثقيف الصحي د.أحمد إدلبي إلى أن اعتماد أي سلوك مع الأطفال نغفل خلاله أي جانب من الجوانب التطويرية للطفل يؤثر سلبًا على مستقبلهم.
وقال في حديث إلى "العربي": "إن أي شيء لا يوسع أفكارهم ومداركهم وعلاقاتهم الاجتماعية يجب تجنبه".
وأكّد إدلبي أن للأجهزة الإكترونية التي تعطى لتهدئة الأطفال أثر سلبي على الأطفال، حيث تنمو الأضرار الاجتماعية مع الطفل وتترك نتائج سلبية تتسبب في عزلتهم عن ذاتهم وتؤثر على عاطفتهم التي تحيط بأحاسيسهم ومشاعرهم.
ويعتبر أن على الأهل البحث عن البدائل وهي كثيرة وموجودة مثل قراءة القصص وتحويل طاقة الطفل إلى نشاط حركي، حيث يجب على الأهل العيش مع الطفل وأن يكونوا قدوة له.
وينصح إدلبي الأهل بالبحث في داخل الطفل عن هواياته ومهاراته لتطويرها وتشجيعه على تنميتها.