يعتبر إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية ظاهرة يعاني منها معظم الآباء والأمهات، في وقت يجمع فيه خبراء الصحة على أن إدمان ألعاب الفيديو والأجهزة بات يمثل مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا.
إذ كشف الباحثون أن الإدمان على استخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، يخلف أضرارًا صحية على الدماغ ويتسبب باضطرابات يمكن أن ينتج عنها حالة من القلق الشديد التعب.
وفي هذا الإطار، تعطي الاستشارية التربوية والأسرية نورا نحاس عبر "العربي"، نصائح مهمة حول مراقبة الطفل، وكيفية مساعدته للتخلص من الإدمان على الأجهزة الإلكترونية.
العمر المناسب لاستخدام الأجهزة
وتؤكّد نحاس أنه لا يجوز استخدام الأطفال ما دون عمر السنة الهاتف "إطلاقًا"، لافتة إلى أن هذا الأمر مضر جدًا في هذه الفترة من العمر، إلا أنه ومن عمر السنة إلى السنتين يمكن السماح للأولاد باستعمال الأجهزة لمدة نصف ساعة يوميًا كحد أقصى.
وتردف نحاس: "من عمر السنتين إلى خمس سنوات يمكن أن نرفع المدة إلى ساعة واحدة فقط في اليوم". مشدّدةً على ضرورة أن يترافق الأمر مع متابعة وترشيد من قبل الوالدين.
أما من عمر 6 سنوات إلى 13 سنة، فترى الاستشارية أن الطفل يمكن أن يستخدم الموبايل في ظل مراقبة شديدة من قبل الأمهات والآباء، مثل ربط إيميل الأهل بالجهاز الخاص بالطفل واتباع التقنيات التي توفرها بعض المواقع مثل يوتيوب لحماية الأطفال أثناء تصفح الإنترنت.
متى يمكن اعتبار الطفل مدمنا على الأجهزة الإلكترونية، وكيف يمكن مساعدة الأطفال على التخلص من هذا الإدمان؟#صباح_جديد #إدمان pic.twitter.com/mhoIguVg6e
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 23, 2022
الإدمان على الهاتف وسن المراهقة
وتبدأ "المشكلة" الحقيقية للأهل بعد عمر المراهقة بحسب نحاس، حيث يبدأون بمواجهة صعوبة في التعامل مع إدمان أولادهم على الألعاب الإلكترونية والمواقع والتطبيقات كونها تراكمت لديهم على مدى سنوات.
وعليه، تكون أول مهمة للمربي تدارك الأزمة بالطرق السليمة التي لن تنعكس سلبًا على الأطفال، أهمها عدم سحب الجهاز من يد الطفل مباشرةً.
وتقول نحاس: "يجب مقاربة الوضع تدريجيًا عبر الترشيد من خلال وضع قوانين متفق عليها.. بهدف الوصول إلى استخدام مقنن ومرشد للجهاز".
وعن طريقة وضع هذا القانون، فتعطي الاستشارية مثلاً: "إذا كان ولدكم يستخدم الهاتف لمدة 10 ساعات في اليوم، يبدأ الأهل بتقليص هذه المدة ساعة واحدة أو اثنتين فقط بالاتفاق مع المراهق، إلى حين وصول المدة إلى ساعة أو اثنتين يوميًا متفق عليها".
تحذير للأهالي
في المقابل، تحذّر الاستشارية التربوية والأسرية من لجوء الأهل إلى إعطاء الأجهزة الذكية للأولاد بهدف إسكاتهم وإشغالهم، من أجل تفرغ الأم أو الأب إلى نشاطاتهم وأشغالهم.
وتقول: "هذه مخاطرة كبيرة ومهلكة للطفل والوالدين على حد سواء، وسيحصد الأهل النتائج أولًا حيث سيرون أمامهم طفلًا شريدًا غارقًا بعالم الإنترنت".