كشفت بيانات جديدة أن القطب الشمالي يسجّل معدلات غير عادية للاحترار العالمي، بما يصل إلى سبع مرات أسرع من المتوسط العالمي.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن ارتفاع درجات الحرارة يُسجّل تحديدًا في شمال بارنتس، وهي منطقة يُشتبه في أن يؤدي الارتفاع السريع في درجات الحرارة فيها إلى زيادات في الطقس المتطرّف في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا.
ويستند البحث إلى بيانات من محطات أرصاد جوية آلية في جزيرتي سفالبارد وفرانز جوزيف لاند.
إنذار مبكر
وقال البحث الذي نشرته مجلة "ستينفيك ريبورتس"، إن ارتفاع درجة الحرارة في هذه المنطقة كان بمثابة "إنذار مبكر" لما يمكن أن يحدث في باقي أنحاء القطب الشمالي.
وتظهر الأرقام الجديدة أن متوسط درجات الحرارة السنوية في المنطقة يرتفع على مدار العام بما يصل إلى 2.7 درجة مئوية في كل عقد، مع ارتفاعات كبيرة بشكل خاص خلال أشهر الخريف، تصل إلى 4 درجات مئوية في كل عقد.
وهذا يجعل بحر شمال بارنتس وجزره أسرع مكان معروف لارتفاع درجات الحرارة على وجه الأرض.
وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاع درجات الحرارة عبر القطب الشمالي بمعدل أسرع ثلاث مرات من المتوسط العالمي، حيث وصف مراقبون الوضع بأنه "مجنون" و "غريب" و "مروّع ببساطة". كما حذر بعض علماء المناخ من أن الأحداث غير المسبوقة قد تشير إلى انهيار مناخي أسرع وأكثر حدة.
وفي يونيو/ حزيران 2021، أظهرت دراسة أجرتها جامعة يونيفرسيتي كولدج في لندن أن الكتلة الجليدية قبالة سواحل المحيط المتجمد الشمالي تذوب بسرعة أعلى بمرتين مما تشير التقديرات السابقة.
وقال كبير الباحثين في المعهد النرويجي للأرصاد الجوية الذي قاد الدراسة كتيل إيزاكسين: "توقعنا أن نشهد ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة، ولكن ليس على النطاق الذي وجدناه"، مضيفًا "لقد فوجئنا جميعًا إذ أن هذه هي أعلى معدلات الاحترار التي لاحظناها حتى الآن من جميع نقاط المراقبة الأخرى على الكرة الأرضية".
وفي أبريل/ نيسان الماضي، حذّر علماء من أن هناك حاجة لإجراء تخفيضات فورية وعميقة لانبعاثات الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى لمعالجة تغيّر المناخ.
بدورها، قالت الدكتورة روث موترام، عالمة المناخ في المعهد الدنماركي للأرصاد الجوية، إن بحر شمال بارنتس على حافة الهاوية الآن، ومن غير المرجّح أن يستمرّ الجليد البحري في هذه المنطقة لفترة أطول".