السبت 16 نوفمبر / November 2024

تغير مناخي كارثي.. هل سيكفي توقف الانبعاثات للحد من الاحتباس الحراري؟

تغير مناخي كارثي.. هل سيكفي توقف الانبعاثات للحد من الاحتباس الحراري؟

شارك القصة

فقرة إخبارية تعرض تحذيرت أممية من مخاطر ارتفاع درجة حرارة الأرض في يوليو 2021 (الصورة: تويتر)
حذّرت دراسة أميركية من أن الأرض لديها فرصة 33% فقط للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2029 ولو توقفت جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

حذّرت دراسة جديدة من أن الهدف الطموح المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية يبدو أقل احتمالًا بشكل متزايد.

فقد قام باحثون من جامعة واشنطن بحساب مقدار الاحترار المضمون بالفعل بناءً على الانبعاثات السابقة لثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروجين والكبريت وغيرها.

وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أنه بحلول عام 2029، سيكون لدى الأرض فرصة بمقدار الثلثين لتجاوز الاحترار مؤقتًا على الأقل بمقدار 1.5 درجة مئوية، حتى لو توقفت جميع الانبعاثات في ذلك التاريخ، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

وبحلول عام 2057، هناك احتمال بنسبة الثلثين أن الأرض ستتجاوز مؤقتًا على الأقل الاحترار بتجاوز تحذير درجتين مئويتين، وفقًا للفريق.

ماذا لو توقفت الانبعاثات؟

واستخدم الفريق بقيادة ميشيل دفوراك نموذجًا مناخيًا لدراسة ما سيحدث لدرجة حرارة الأرض إذا توقفت جميع الانبعاثات فجأة كل عام من عام 2021 إلى 2080، على طول ثمانية مسارات مختلفة للانبعاثات.

وقالت دفوراك: "من المهم بالنسبة إلينا أن ننظر إلى مقدار الاحترار العالمي المستقبلي الذي يمكن تجنبه من خلال إجراءاتنا وسياساتنا، ومقدار الاحترار الذي لا مفر منه بسبب الانبعاثات السابقة".

ويشير النموذج إلى أن هناك احتمال 42% بأن العالم قد يكون ملتزمًا بالفعل بما لا يقل عن 1.5 درجة مئوية من الاحترار مقارنة بدرجات حرارة ما قبل الصناعة، حتى لو تم وقف الانبعاثات على الفور.

ومع ذلك، يرتفع هذا الاحتمال إلى 66% إذا لم يتم خفض الانبعاثات حتى عام 2029.

في حين أن وقف جميع الانبعاثات الناتجة عن الإنسان أمر شبه مستحيل، يقول الباحثون إنه "أفضل سيناريو" مطلق.

وتبحث هذه الورقة في الاحترار المؤقت الذي لا يمكن تجنبه ولاسيما في ما يتعلق بمكونات النظام المناخي التي تستجيب بسرعة للتغيرات في درجات الحرارة العالمية بما في ذلك الجليد البحري في القطب الشمالي والأحداث المتطرفة مثل موجات الحرارة أو الفيضانات.

ويعتبر الباحثون أن "ميزانية الكربون" المتبقية أصغر بكثير من التقديرات السابقة المقترحة.

تقليل الملوثات "المهملة"

وهذه ليست المرة الأولى في الأسابيع الأخيرة التي أبرز فيها الباحثون أهمية الحد من الملوثات بما يتجاوز ثاني أكسيد الكربون.

ففي نهاية الشهر الماضي، حذر باحثون من جامعة جورج تاون من أن خفض ثاني أكسيد الكربون لا يكفي بحد ذاته.

ويعتبر الفريق إن إستراتيجيات تجنب تغير المناخ الكارثي يجب أن تركز أيضًا على تقليل الملوثات الأخرى "المهملة إلى حد كبير" بما في ذلك الميثان والضباب الدخاني على مستوى الأرض وأكسيد النيتروز.

وأوضح الفريق أن "معالجة كل من ثاني أكسيد الكربون والملوثات قصيرة العمر في نفس الوقت تقدم الأفضل والأمل الوحيد للبشرية للوصول إلى عام 2050 من دون التسبب في تغير مناخي لا رجعة فيه وربما كارثي".

كما كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في مايو/ أيار الماضي عن وجود احتمال بنسبة 50% بوصول ارتفاع حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، خلال سنة واحدة على الأقل، من السنوات الخمس القادمة.

وقد وضع اتفاق باريس للمناخ عام 2015، أهدافًا طويلة الأمد للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، لكي تقتصر زيادة درجة الحرارة العالمية على درجتين مئويتين في هذا القرن.

وبحسب تقرير أعده خبراء المناخ في الأمم المتحدة العام الماضي، ستترتب عواقب كارثية في حال وصول الاحترار إلى درجتين مئويتين خلال العقود المقبلة، حيث سيتعرض الملايين حول العالم لجفاف ومجاعة وأمراض.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close